تعد تقنية البلوك تشين أحد أهم الإبتكارات التكنولوجية في العقد الأخير، وهي نظام موزع لتخزين البيانات يعتمد على شبكة من الأجهزة المتصلة ببعضها البعض، وتمتلك القدرة على تحويل طريقة عمل العديد من الصناعات والأنشطة الإقتصادية بشكل جذري.
وأصبحت هذه التكنولوجيا حديث العصر ومحور الكثير من النقاشات والتطورات في مختلف المجالات حيث يتم تخزين البيانات في مجموعة من الكتل (البلوك) المتسلسلة، وتكون هذه الكتل غير قابلة للتعديل بمجرد تخزينها مما يجعلها موثوقة لتسجيل المعاملات والبيانات بطريقة آمنة وشفافة، وتكون البيانات في البلوك تشين مشفرة بشكل معقد وتتطلب مفاتيح خاصة للوصول إليها مما يجعلها آمنة بشكل استثنائي .
وأضافت هذه التكنولوجيا نوعية في الإقتصاد لا يمكن تجاهله لأن هذا النظام يمكن من تبسيط وتحسين العديد من العمليات التجارية مثل، التحويلات المالية والمعاملات اللامركزية، ففي عالم البنوك يمكن إستخدام البلوك تشين لتسريع وتوسيع نطاق المدفوعات الدولية ، وتقليل تكاليف العمليات وتعزيز الأمان.
ولا تقتصر تكنولوجيا البلوك تشين على البنوك فقط، بل يمكن تطبيقها في مجموعات متنوعة من الصناعات فعلى سبيل المثال، مجال اللوجستيات الذي يمكن استخدامها في تحسين تتبع وإدارة سلاسل التوريد ، وفي مجال الصحة حيث يمكن استخدامها لتخزين ملفات المرضى بشكل آمن ومشاركتها بين المؤسسات الطبية بدون تحديد هويات المرضى.
وتعتبر هذه التكنولوجيا تقنية مثلى بما يتعلق بالأمان والشفافية، فبفضل توزيع البيانات عبر الشبكة وتشفيرها يصعب التلاعب بها أو تزويرها ويمكن للأطراف المشاركة في البلوك تشين مراقبة المعاملات والبيانات بشكل شفاف وموثوق .
بالرغم من كل الفوائد المحتملة التي تقدمها تكنولوجيا البلوك تشين إلا أن هناك تحديات تواجه عملية التبني الواسعة النطاق ومنها، القضايا القانونية والتنظيمية التي تحتاج إلى حل واضح ، بالإضافة إلى التحديات التقنية والتعليمية التي تواجه الأفراد والشركات عند محاولتهم فهم واستخدام هذه التقنية الجديدة ، ولكنها بغض النظر عن ذلك تعد ثورة في عالم الإقتصاد والأمان ومن المتوقع أن تستمر في التطور والنمو مما يجعلها جزءً أساسيًا من المستقبل التكنولوجي الباهر .