يُعد الإعلام الرياضي من أبرز الوسائل تأثيرًا في المجتمعات المعاصرة نظرًا لقدرته الواسعة على الوصول إلى الجمهور وتوجيه اهتمامه وتشكيل وعيه خصوصًا في ظل التنامي الهائل لشعبية الرياضة وعلى رأسها كرة القدم التي أصبحت جزءًا من الحياة اليومية لملايين الأفراد حول العالم، تجاوز الإعلام الرياضي في عصرنا دوره التقليدي في نقل الأحداث والنتائج ليصبح أداة لصنع الرأي العام وتحفيز العاطفة الجماهيرية والتأثير في اتجاهات وسلوكيات المتابعين سواء كانوا مشجعين أو رياضيين أو حتى مسؤولين.
إن العلاقة بين الإعلام والجمهور الرياضي ليست أحادية الاتجاه بل هي علاقة تفاعلية يتأثر فيها كل طرف بالآخر، فالإعلام من خلال ما ينشره ويعرضه من تحليلات ومقابلات وتقارير وتعليقات يسهم في صياغة صورة معينة عن الفرق واللاعبين والحكام وقد يصل تأثيره إلى قرارات إدارية أو فنية داخل الأندية والاتحادات الرياضية، كما أن الجمهور بدوره يستهلك هذه المواد الإعلامية ويتفاعل معها وغالبًا ما تُترجم هذه التفاعلات إلى مواقف وانطباعات قد تكون إيجابية تُعزز مكانة الرياضيين وتزيد من حماس المتابعين أو سلبية تؤجج التعصب والانقسام.
لقد أصبح الإعلام الرياضي اليوم قوة مؤثرة في بناء النجومية وتسويق اللاعبين إذ تلعب المنصات الرياضية دورًا كبيرًا في إبراز بعض الأسماء وتقديمها للجمهور بطريقة جذابة مما ينعكس على شعبيتهم وأدائهم داخل الملعب، كما أن بعض البرامج الرياضية لا تكتفي بتحليل الأداء الفني، بل تمتد إلى تناول الجوانب الشخصية للرياضيين مما يؤثر على الرأي العام تجاههم، سواء بالإيجاب أو السلب.
ومن هنا تأتي أهمية التوازن والموضوعية في التغطية الإعلامية لأن الكلمة قد تصنع بطلًا أو تُسقط نجمًا وقد تؤجج الفتنة بين الجماهير أو تغرس روحًا رياضية بنّاءة.
وفي المقابل يستطيع الإعلام الرياضي أن يكون أداة توعية وتثقيف تُسهم في رفع مستوى الوعي لدى الجمهور حول أهمية الروح الرياضية وأخلاقيات التشجيع ودور الرياضة في تعزيز الوحدة الوطنية.