كان جليبيب رضي الله عنه من الصحابة الفقراء الذين لم يكن لهم حسبٌ ولا نسبٌ يُذكر لكنه كان ذا إيمان صادق وقلب نقي، ولم يكن له بيت يأوي إليه ولا مالٌ يُغري الناس به، لكنّه كان محبوبًا عند النبي صلى الله عليه وسلم.
ذات يوم قال النبي عليه الصلاة والسلام لأحد الأنصار : " زوّجني ابنتك "، ففرح الرجل ظنًا منه أن النبي يريدها لنفسه، لكنه تفاجأ عندما قال له النبي :" إني لا أريدها لنفسي، ولكن أريدها لجليبيب"، فتردّد الرجل وذهب ليستأذن زوجته لكنها رفضت، إلا أن الفتاة المؤمنة قالت : "أتردّون أمر رسول الله ؟ إنّه لن يضيعني"، فرضيت وتزوّجت من جليبيب وكانت بركة عليها .
لم يطل العمر بجُليبيب فقد شارك في إحدى الغزوات وقاتل بشجاعة حتى اُستشهد، وبعد المعركة أخذ النبي عليه الصلاة والسلام يبحث عنه حتى وجدوه بين الشهداء، فجلس النبي بجواره ومسح التراب عن وجهه، وقال بحزن وفرح: " هذا مني وأنا منه "، ثم حمله النبي بنفسه ودفنه بيديه الشريفتين ليبقى جُليبيب رمزًا للتقوى والوفاء.
رضي الله عنه وأرضاه ، وجمعنا به في جنات النعيم.