يعتبر عقوق الوالدين من أكبر الذنوب بعد الشرك بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك لعظمة ما يقدمه الوالدين من تربية وتعليم وسهر الليالي لتوفير راحة أبنائهم والاهتمام بصحتهم وتوفير قوت يومهم من طعام وشراب وغيره.
أقل واجب تجاه الوالدين أن ترد المعروف في احترامهم وطاعتهم والعطف عليهم عند الكبر واحتوائهم، لأن عكس ذلك يغضب الله تعالى، لأن مرارة الانكسار والقهر والضعف الذي سوف يشعر به الوالدين نتيجة سوء معاملة أبنائهم لهم، ذنبه كبير وعقابه شديد.
إن لبر الوالدين أثر طيب ليس للأب والأم، بل يعود بالخير والبركة والرزق الوفير والحظ السعيد على الأبناء، يقول أحد الصالحين: لم أرى شخصاً ناجحاً في حياته إلا وكان له من بر الوالدين نصيب، يكفي شعورك بالراحة النفسية ورضا النفس في الدنيا، وتكون قد فزت برضا رب العالمين.
عكس ذلك فإن لعقوق الوالدين عذاب شديد، فكل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله تعالى يعجله لصاحبه قبل الممات.
لقد جعل الله تعالى مرتبة حق الوالدين مرتبة كبيرة، حيث جعل حقهم بعد حقه وحق رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ).
إن بر الوالدين دِين ودين، فالأول يأخذك للجنة، والثاني يرده لك أبنائك، والسعادة مرتبطة بمفتاح أحرص على أن تفوز به إلا وهو بر الوالدين.