جاكرتا العاصمة الاندونيسية ليست مجرد مدينة كبرى في جنوب شرق آسيا، بل هي مرآة تعكس التنوع الثقافي والتاريخي والاقتصادي لدولة تتكوّن من آلاف الجزر.
تقع المدينة على الساحل الشمالي الغربي لجزيرة جاوة، وتُعد القلب السياسي والاقتصادي لإندونيسيا، والمركز الحضري الأكبر في البلاد حيث يقطنها أكثر من 10 ملايين نسمة، ويتجاوز العدد 30 مليونًا مع ضواحيها، و تمتد جاكرتا على مساحة 661 كيلو متر
وهي تعد المدخل الأساسي الذي منه تتمكن من الدخول إلى إندونيسيا.
تتمتع المدينة بمناخ استوائي دافئ وتشهد موسمين موسم جاف يمتد، من مايو إلى سبتمبر وموسم ممطر يمتد من أكتوبر إلى أبريل وأنسب وقت لزيارتها هي في الموسم الجاف، لأن الموسم الممطر يجعلها موحلة ومعرضة لخطر الإصابة بالفيضانات وهذا بالتأكيد لن يجعل الرحلة سعيدة.
ورغم ازدحامها الشديد وحركة المرور التي لا تهدأ، فإن جاكرتا تخفي بين أحيائها الحديثة وأسواقها الشعبية طابعًا مميزًا يجمع بين ناطحات السحاب ومآذن المساجد، وبين الأسواق التقليدية ومراكز التسوق الفاخرة، فهي مدينة تعيش على إيقاع مزدوج من التطور السريع والتراث العميق.
واحدة من أبرز معالم المدينة هي ساحة الاستقلال التي تضم نصب موناس الوطني، رمز الحرية الإندونيسية، بالإضافة إلى سوق جالان سورابايا هو سوق شعبي تاريخي يحرص قاصدو جاكرتا على زيارته حيث تصطف الدكاكين على جانبيه لمسافة كيلو متر واحد فقط وهو سوق شعبي مشهور يضاهي شهرة شارع خان الخليلي بالقاهرة، ويرغب أغلب الزوار الرسميين للدولة في زيارته.
جاكرتا مدينة تنبض بالحياة ليلًا ونهارًا، بأسواقها الليلية، وأكلها الشهي وشعبها الودود الذي يفتخر بتقاليده وينفتح على العالم في آنٍ واحد.
جاكرتا ليست مدينة تُكتشف في يوم واحد، بل هي تجربة حضارية فريدة تحتاج إلى أن تُعاش بتفاصيلها، إنها مدينة الصخب، والابتسامة، والتنوع، والتحديات مدينة تشبه إندونيسيا كلها، بتاريخها وجغرافيتها وشعبها المتنوع.