عندما يحل الصيف وتبدأ الشمس في إشراقتها الذهبية تتفتح الطبيعة عن إحدى أطيب ثمارها وأكثرها حضوراً في البيوت والأسواق وهي فاكهة الدراق التي ترتبط في أذهان الناس بالمذاق العذب والرائحة الزكية واللون الوردي الذي يشبه لون الغروب في أيام الصيف الطويلة.
فشجرة الدراق ليست مجرد مصدر غذاء، بل هي حكاية فلاح وكفاح وموسم عمل دؤوب يبدأ منذ فصل الشتاء بالعناية بالتربة والتقليم ثم التلقيح والري والمتابعة اليومية إلى أن تنضج الثمار وتقطف بعناية وتوزع في الأسواق المحلية أو تُصدر إلى الخارج.
أصبحت هذه الفاكهة تشكل مصدر دخل رئيسي للعديد من المناطق الزراعية في البلاد التي تعتمد عليها بشكل أساسي في دعم الاقتصاد المحلي، وتوفير فرص العمل.
ويتميز موسم الدراق بطابع احتفالي شعبي حيث تتزين البسطات بالثمار المتراصة التي تتنوع في أحجامها وألوانها وتحرص العائلات على شرائها بكميات لإستخدامها طازجة أو في تحضير الحلويات والعصائر والمربيات ويعكس هذا الموسم قيمة الإنتاج الوطني وجودة الزراعة المحلية التي ما زالت قادرة على المنافسة رغم التحديات المناخية والإقتصادية.
كما أنه يمثل رابطاً بين الإنسان والأرض ويعزز الشعور بالإنتماء للريف والطبيعة وهو فرصة لتجديد العلاقة مع المواسم الزراعية التي طالما شكّلت جزءاً من تراثنا الثقافي والغذائي الغني والذي يستحق منا كل العناية والإهتمام.
يحتوي الدرّاق على كميات وافرة من الألياف الغذائية والبوتاسيوم وفيتامين أ وفيتامين ج وفيتامين ه ومضادّات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة وتحدّ من خطورة الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطانات، ويتوّفر الدراق بشكله
الطازج والمجفّف والمعلّب ويُنصح بتناول الدراق المعلّب المحفوظ في الماء عوضًا عن شراب السكر.