هل لاحظت يومًا أنك تتجه نحو الطعام ليس لأنك جائع بل لأنك تشعر بالحزن أو التوتر أو حتى الفرح؟ هذه الظاهرة تُعرف بـ"الغذاء العاطفي" وهي سلوك شائع يتعامل فيه الناس مع مشاعرهم عبر تناول الطعام بعيدًا عن حاجاتهم الجسدية الفعلية.
من منظور نفسي يرتبط الغذاء العاطفي بمحاولة سريعة لتعديل الحالة المزاجية فالأطعمة خاصةً الغنية بالسكر أو الدهون تُحفّز الدماغ على إفراز الدوبامين والسيروتونين وهما ناقلان عصبيان يمنحان شعورًا مؤقتًا بالراحة والسعادة؛ لهذا السبب يلجأ البعض إلى تناول الشوكولاتة أو "الوجبات المريحة" عند الشعور بالحزن أو القلق.
أما من ناحية سلوكية فالكثير من أنماط الأكل العاطفي تبدأ منذ الطفولة عندما كان يُكافأ الطفل بالطعام أو يُهدّأ بالبسكويت عند البكاء هذه العلاقة القديمة بين العاطفة والطعام تتعمّق مع الوقت وتصبح استجابة تلقائية عند أي ضغط نفسي أو تقلب مزاجي.
الغذاء العاطفي لا يحدث فقط في حالات الحزن بل قد يظهر أيضًا في لحظات الفرح كتناول كميات كبيرة من الطعام أثناء الاحتفال أو الأكل بدافع الحماسة عند مشاهدة فيلم أو لقاء الأصدقاء.
ورغم أن الأكل العاطفي ليس خطرًا بحد ذاته إلا أن تكراره دون وعي قد يؤدي إلى مشكلات صحية مثل السمنة أو اضطرابات الأكل بالإضافة إلى الشعور بالذنب بعد الأكل.
للتعامل مع هذا النمط يُنصح أولًا بتمييز الجوع الجسدي من الجوع العاطفي ثم البحث عن بدائل صحية للتعامل مع المشاعر مثل الكتابة والمشي أو التحدث مع صديق ويمكن أيضًا تدوين المشاعر المرتبطة بالأكل مما يساعد على فهم الدوافع وتعديل السلوك.
الطعام ليس عدوًا لكنه ليس الحل لكل المشاعر وعيُنا بالعلاقة بين النفس والغذاء هو الخطوة الأولى نحو علاقة صحية مع كليهما.