في عالم الرياضة هناك دومًا ما يفاجئنا ويخرج عن المألوف.. ومن أغرب ما قد تسمع به هو رياضة تُدعى "الشطرنج تحت الماء".. قد تظنّ للوهلة الأولى أنها مجرد مزحة لكن الحقيقة أنها رياضة حقيقية تجمع بين الذكاء والغوص والتحمّل في آنٍ واحد.
تعتمد على لاعبَين يجلسان في قاع مسبح عميق يرتدي كلٌّ منهما معدات الغوص وأمامهما رقعة شطرنج مغناطيسية خاصة تمنع القطع من الطفو كل حركة تحتاج إلى تفكير دقيق لكن التحدي الأكبر أنهم لا يستطيعون البقاء على السطح طويلًا.. يتنفس اللاعب فقط عندما يصعد بسرعة ليأخذ نفسًا ثم يعود فورًا إلى الأعماق لإكمال خطته.. لا يُسمح له باستخدام أنبوب التنفّس أثناء التفكير ومن يُطِل البقاء على السطح قد يخسر الوقت أو حتى الجولة بأكملها.
هذه الرياضة لا تكتفي باختبار ذكاء اللاعبين بل تتحدّى أجسامهم وتحمّلهم فانخفاض الأوكسجين وبرودة الماء والضغط النفسي كلها عوامل تجعل من كل حركة تحدّيًا حقيقيًا تحتاج إلى أعصاب قوية وقدرة على التركيز وتحكّم كامل في النفس وكأنك تجمع بين بطلي رياضتين مختلفتين في شخص واحد.
بدأت هذه الفكرة الغريبة في روسيا حين قرّر بعض الغواصين المحترفين الذين يحبّون الشطرنج أن يجرّبوا لعبتهم المفضّلة تحت الماء.. ومع الوقت انتشرت التجربة في دول أخرى وبدأت تُقام لها بطولات ترفيهية جذبت أنظار محبّي المغامرات الغريبة.
الشطرنج تحت الماء ليس مجرد لعبة بل مغامرة تجمع بين العقل والجسد في مكان غير متوقّع هي دليل على أن الإنسان يستطيع أن يُبدع حتى في أصعب الظروف وأن الرياضة يمكن أن تأخذ أشكالًا لم نكن نتخيّلها من قبل.