فلسطينُ هي أرضُ الرِسالاتِ، ومهدُ الحضاراتِ الإسلاميةِ فمنها أسّـرى وعَرَجَ الرسول (صلى الله عليه وسلم) بواسطةِ البراق، فكانت أرضَّ السلامِ وأرضَّ الحريةِ.
فلسطين قديمًا كانت كبقية الدول، الكلُ فيها يتمتعُ بحقوقهِ وحرياتهَ ولكن كل ذلك اصبحَ العكسْ بسببِ؛ الانتداب البريطاني والحروبِ التي شنوها على فلسطين، حيث أرادت الدول الأوروبية
التخلص من اليهود بطريقة غير مباشرة.
كان لدى اليهود الاقتصاد القوي والسيطرة على الإعلام وكل ما كان ينقصهم كان الدعم، فكانوا يعقدون مؤتمرات بهدف الحصول على الدعم من الدول الكبرى، وبالفعل تمكنوا من الحصول على دعم بريطانيا.
وفي عام 1799، تم ذكر استيطان اليهود في فلسطين لأول مرة، بعد ذلك ظهرت فكرة تهجير الفلسطينين من أرضهم سواء بالسلام أو بالحرب مدعيين بان فلسطين هي بلادهم ومن حقهم، فقاموا بتهجير أكثر من خمسة آلاف شخص من بيوتهم، و قتلوا الأطفال والنساء، وكبار السن، وارتكبوا جرائمَ عديدة من دون رحمة واحتلوا الأراضي الفلسطينية، واسروا العديد من الرجال، وسرقوا بيوتهم.
وفي عام 1917 وعدت بريطانيا اليهود بمنحهم فلسطين من خلال وعد بلفور، وفي عام 1948 حدثت النكبة الفلسطينية وفيها سفك اليهود الدماء، وهجّروا الناس من بيوتهم، واصبحنا نفقد الأراضي الفلسطينية بصورة سريعة و واضحة، لتأتي بعدها النكسة، في عام 1967.
وأما غزة، كمدينة فلسطينية، فقد حدث فيها العام 2005 ثورات شعبية أدت إلى إخراج المستوطنين الصهيونيين من غزة، وفي عام 2007 بُنِي السياج الحديدي حول غزة لعزلهم عن العالم وبهذا أصبحت غزة اكبر سجن مفتوح في العالم.
وسط كل هذه الأحداث تمسك الشعب الفلسطيني بحقه طوال هذه السنوات بل دافعوا عن بلادهم وحقوقهم وعملوا على استعادة أراضيهم وما زالو يعملون على ذلك من خلال المقاومة.
وفي العام الجاري ردت المقاومة الفلسطينية على انتهاكات الصهاينة بحق المسجد الأقصى وقتل الناس في الضفة من خلال عملية طوفان الأقصى وتحديدًا في السابع من أكتوبر قام المجاهدون الفلسطينيون (كتائب القسام) بعملية سميت بـطوفان الأقصى حيث دافعوا عن ارضهم بهجمات ضد المستوطنين الإسرائيليين عن طريق المظلات وسيطروا على مواقعهم، وهو عمل مشروع كمقاومة شعبية في وجه المحتل.
ما حدث في طوفان الأقصى تفتخر به كل الشعوب العربية بعد تسجيل خسارات متتالية بحق الإسرائيليين، وأمام صورة المحتل الضعيف بدأت الحرب على غزة من خلال تدمير البيوت والمستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد وهي الأماكن الممنوع قصفها بحسب القانون الدولي للحروب.
إسرائيل التي تخطت الحدود وقتلت العديد من الأطفال والنساء والرجال بغير حق وتجاوزت الحقوق الإنسانية بإلقاء القنابل الفسفورية السامة المحرمة دوليًا على الفلسطينيين وقتلهم وتدمير منازلهم بأبشع الطرق بدون إنسانية ولا رحمة ورغم ذلك مازال مجاهدينا ومقاومينا يقاومون بكل قوة وعزيمة وصبر لتحقيق النصر إن شاء الله ففلسطين هي عربية حرة من النهر حتى البحر.