مع تزايد أعداد السّكان في المملكة الأردنيّة الهاشميّة يتفاقم العمران الذي يلتهم أخصب الأراضي الزراعية ويحطّم خصوبة تربة المنطقة وصلاحيّتها للزراعة، ويقضي على خُضرة الأرض ومواردها الزراعية، فيمتدّ هذا العمران بشكل أفقي فيما يسمى الزحف العمراني.
الزحف العمراني مشكلة بيئية عالمية سببها الأساسي الازدياد السّريع لأعداد السكان الذي يتطلب بنايات وعمرانًا يستوعب الكثافة السكانية الكبيرة التي تسبب العديد من أزمات السير والاكتظاظ السكاني الخانق.
الأردن كغيره من الدّول التي تعاني من هذه الظاهرة المزمنة والتي أثرت على الاقتصاد الأردني، فكان الأردن قبل عقود من الدول المنتجة والمصدِّرة للحبوب أما -ومع ظهور الزحف العمراني وانخفاض نسبة الأراضي الزراعية- أصبح الأردن يعتمد على استيراد الحبوب من الدول المجاورة.
البناء العشوائي الذي يقوم عليه الزحف العمراني أحد المهددات الأساسية للوضع الاقتصادي والزراعي والاجتماعي، وعلى الجهات المختصة تحديد المناطق المخصصة للبناء للحفاظ على التربة الخصبة الصالحة للزراعة قدر المستطاع.
تختلف العوامل المسببة لهذا الوحش الإسمنتي اعتمادًا على مستوى التنمية في البلدان أو البنية الاجتماعية، فقد يؤثر انخفاض أسعار الأراضي الزراعية أو التخطيط العشوائي وعدم الالتزام بالمخططات الهيكلية، أو قلة الوعي البيئي لدى السكان فيما يتعلق بالأراضي الزراعية ووجود المحسوبية في استخراج رخص البناء المخالفة في ظاهرة الزحف العمراني وصعوبة التخلص منها.
لا تقتصر مشاكل الأراضي الزراعية على الزحف العمراني فقط، بل تشمل التصحر بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرعي الجائر وانجراف التربة الخصبة في المناطق المنحدرة وغيرها من العوامل التي تقضي على الثروة الزراعية.
الزحف العمراني مشكلة بيئية لكنها ليست بعصية الحل، إن تكاتفنا معا لحلها نستطيع القضاء عليها وننعم بالأمن الغذائي، إلى جانب التقارب من بعضنا بدلًا من البقاء مشتتين في أسر نووية صغيرة.