أصبح استخدام الهاتف قبل النوم سلوكًا شائعًا بين الشباب في زمن الهواتف الذكية والليالي المضطربة رغم تأثيره السلبي على جودة النوم أصبح جليًّا وموثّقًا.
أظهرت دراسة نرويجية موسّعة تضم أكثر من 45 ألف طالب جامعي، أن استخدام الهاتف لمدة ساعة واحدة قبل النوم يزيد خطر الإصابة بالأرق بنسبة تصل إلى 59 كما يقلّل من مدة النوم الليلي بحوالي 24 دقيقة، ويعزو الباحثون ذلك إلى تأثير الضوء المنبعث من الشاشات على الإيقاع البيولوجي للجسم ممّا يؤثر سلبًا على إنتاج الميلاتونين وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم الطبيعي.
لا يقتصر الأمر على النرويج فحسب؛ بل أظهرت دراسة سعودية أن الشباب الذين يستخدمون الهواتف لمدة تتراوح بين 16 إلى 30 دقيقة قبل النوم يكونون عرضة لمشاكل النوم بمعدل الضعف تقريبًا، وتزيد هذه المخاطر لأكثر من ثلاثة أضعاف عند استخدام الهواتف لأكثر من 30 دقيقة بالإضافة إلى ذلك؛ أصبحت هذه العادة مرتبطة بزيادة مستويات القلق والاكتئاب لدى هذه الفئة ممّا يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية.
من وجهة النظر العلمية يؤثر استخدام التقنية في المساء على التعرّض للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات ممّا يعطّل نمط النوم الطبيعي ويؤخّر إحساس الشخص بالنعاس بالإضافة إلى ذلك؛ فإن
الإشعارات الواردة على الهاتف أثناء الليل تؤدي إلى استيقاظ متكرّر ممّا يزيد اليقظة ويعكّر صفو الراحة الليلية.
يؤثر "النوم الرقمي" أي استخدام الهاتف قبل النوم سلبًا على جودة النوم، ومن النصائح المفيدة لتجنّب هذا التأثير:
· الامتناع عن استخدام الهاتف لمدة تتراوح بين نصف ساعة إلى ساعة قبل النوم.
· إيقاف الإشعارات أو وضع الهاتف خارج غرفة النوم.
· اتباع روتين مهدّئ مثل قراءة كتاب ورقي أو الاسترخاء.
من خلال اتباع هذه الخطوات يمكن للشباب تحسين جودة نومهم ممّا يساهم على نحو إيجابي في صحتهم الجسدية والنفسية.