تعد البطالة من أبرز المشكلات التي تواجه المجتمعات اليوم، حيث تؤثر بشكل كبير على الأفراد والاقتصاد على حدٍ سواء، تُعرف البطالة بأنها عدم قدرة الشخص القادر على العمل على العثور على وظيفة تناسب مهاراته وتوفر له مصدر دخل مستقر، هناك عدة عوامل تؤدي إلى تفاقم هذه المشكلة من بينها نقص الفرص الوظيفية والتطور التكنولوجي الذي يُحل محل العمالة البشرية إضافة إلى الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تؤثر على استقرار الأسواق وتؤدي إلى تسريح العمال، كما يواجه بعض الخريجين صعوبة في الحصول على وظائف بسبب عدم توافق تخصصاتهم مع متطلبات سوق العمل.
تترك البطالة آثارًا سلبية على الأفراد من الناحية النفسية والاجتماعية، حيث يعاني العاطلون من الإحباط والتوتر نتيجة عدم قدرتهم على تحقيق الاستقرار المالي، وقد تؤدي هذه الضغوط إلى ارتفاع معدلات الجريمة والمشكلات الاجتماعية، أما على المستوى الاقتصادي، فإن البطالة تسهم في انخفاض الإنتاجية وزيادة الأعباء المالية على الدولة التي تضطر إلى تقديم دعم مادي للعاطلين عن العمل.
لمواجهة مشكلة البطالة يجب على الحكومات اتخاذ إجراءات فعالة، مثل دعم المشاريع الصغيرة وتحفيز الاستثمار، وتشجيع التدريب المهني لزيادة مهارات الأفراد وجعلهم أكثر قدرة على تلبية احتياجات سوق العمل، كما يجب أن يكون التعليم أكثر توافقًا مع متطلبات السوق لضمان سهولة اندماج الخريجين في الوظائف المتاحة.
البطالة ليست مشكلة فردية فقط، بل هي قضية تمس المجتمع بأكمله، لذلك؛ من الضروري العمل بجدية لإيجاد حلول مستدامة تضمن حياة كريمة للأفراد، وتسهم في تطوير الاقتصاد بشكل مستمر.