يعد موقع كهف لوط الواقع على سطح الجبل المطل على بلدة غور الصافي من الجهة الشرقية الشمالية من أهم المواقع السياحية والتاريخية في المملكة، حيث يعتقد الباحثون أن النبي لوط عاش فيه قبل أكثر من خمسة آلاف سنة.
وفي هذا الموقع التاريخي يوجد متحف يروي قصة اكتشاف كهف النبي لوط عليه السلام وعين عباطة، التي تعرف بدير النبي لوط عليه السلام، كما يروي تفاصيل حياة ومعيشة سكان أخفض بقعة على الأرض وما اشتهروا به من إنتاج وصناعات وزخارف.
ويحتوي الكهف الذي افتتح رسميا أمام الحركة السياحية عام 2002 على ساحة مبلطة بالفسيفساء تعلوها رسومات لطيور وحيوانات وأشجار، تحكي قصة حياة النبي لوط وقومه والذين عاشوا في المنطقة قبل أكثر من خمسة آلاف عام، بحسب ما تفيد به النقوش اليونانية القديمة الموجودة على أرضية الفسيفساء.
ويعتقد الباحثون أن ابني النبي لوط مؤاب وعمون ولدا فيه، ما يعني أن للكهف أهمية تاريخية بالنسبة إلى الأردن لأنه يربط بين العمونيين الذين حكموا شمال البلاد والمؤابيين الذين حكموا جنوبها.
وتشير الاكتشافات الأثرية إلى أن هذا الكهف استخدم لأول مرة في العصر البرونزي المبكر ما بين القرنين الخامس والسابع للميلاد، وقد أقام المسيحيون الأوائل كنيسة في الكهف، استخدمت كنيسة وديرا في آن واحد، وأن بناءها تم في عام 606 للميلاد، وقد أظهرت نقوش في الكنيسة مكتوبة باللغة اليونانية اسم المطران ورئيس الرهبنة، في حين كُشف في الكنيسة عن الهيكل والمذبح الذي عثر فيه على بقايا طاولته وعلى كرسي المطران.
وتم في النهاية اكتشاف ثلاثة نقوش حجرية عرّفت المكان على أنه دير النبي لوط عليه السلام، وهو ما أكدته خارطة مادبا الفسيفسائية المشهورة التي تضمّ تصوير الموقع في القرن السادس الميلادي.
وتشير موجودات خزفية عثر عليها في الكهف أيضا إلى أن آخر استعمال للموقع كان في الفترة العباسية الأولى.