الكثير من الناس
تضن أن الفضاء لا ألوان له ولا إبداع فيه، ألوانه معتمة، مجرد فراغ واسع لكن إن
تاملنا بالسماء نرى الإبداع الحقيقي، يمكن لأيّ شخص باستخدام تلسكوب بسيط رؤية
غيوم بألوان زاهية بالفضاء الرائع تسمى السدم.
السديم هو سحابة
ضخمة من الغازات والغبار الكوني الموجود بالفضاء بين النجوم، يمكن أن تتراوح
أحجامها من بضع سنوات ضوئية إلى مئات السنين الضوئية، تتكون السدم من الهيدروجين،
والهليوم، ومع كميات ضئيلة من العناصر الثقيلة الأخرى.
هناك أنواع مختلفة
من السدم تختلف في الخصائص وهي: السدم الانبعاثية: تصدر الضوء من تلقاء نفسها،
وذلك بسبب وجود نجوم شديدة الحرارة داخلها أو بالقرب منها، هذه النجوم تشعل الغاز
المحيط مما يجعلها تتوهج، والسدم الإنعكاسية: هذه السدم تتكون من غبار كثيف، وهذا
يفسر انعكاس ضوء النجوم القريبة بدلًا من أن تصدر الضوء بنفسها، وغالبًا ما تكون
باللون الأزرق، يتبعثر اللون الأزرق بسهولة أكثر من الأطوال الموجية الأطول، والسدم
المظلمة: هي سحب من الغاز والغبار تكون كثيفة لدرجة أنها تحجب الضوء القادم من
الاجرام السماوية الموجودة خلفها، تظهرهذه السدم على شكل مناطق مظلمة عند النظر إليها
مقابل خلفية مضيئة من النجوم أو السدم الأخرى.
وأيضًا السدم
الكوكبية: تتشكل عندما ينفجر نجم في نهاية حياته، ويطرد طبقاته الخارجية في
الفضاء، مما يشكل سحابة متوهجة خارقة الجمال حول النواة المتبقية، وسدم بقايا السوبرنوفا:
وهي سدم تتكون من بقايا نجم ضخم انفجر في حدث (سوبرنوفا) تنشر هذه الانفجارات
كميات هائلة من الطاقة، مما يخلق موجات صدمية تدفع المواد إلى الخارج، مكونة هياكل
معقدة وملونة تشبه الغيوم.
مع أننا اكتشفنا
الكثير، لكن يوجد أكثر وأكثر من الغموض والإبداع، فالفضاء واسع ويوجد فيه اجرام تشعر
أنها لوحة فنية، واجرام تشعر كأنها تشير إلى الإبداع، وما زلنا نكتشف المزيد
والمزيد مع تطور العلم (حتى في وسط الظلام يمكن أن نرى الإبداع على هيئة نور).