المرأة ليست نصف المجتمع فحسب بل هي قلبه النابض وروحه المضيئة هي الأم التي تزرع الحنان في أبنائها والزوجة التي تضيء البيت بابتسامتها والابنة التي تبعث الأمل في حياة والديها.
وحين تُعامل المرأة بظلم أو قسوة لا يجرح الألم قلبها وحدها؛ بل يمتد النزيف ليصيب العائلة بأكملها، إن سوء معاملة المرأة لا يعني كلمات قاسية أو يدًا غليظة فقط بل هو اغتيال بطيء لروحها.
الكلمة الجارحة قد تقتل ثقتها بنفسها والإهمال قد يخنق فرحتها والعنف يُحوّل حياتها إلى خوف دائم وحين تنكسر المرأة ينهار جزء من الأسرة بصمت كأن الحائط الذي يحمي البيت من الرياح قد تهدّم.
الأطفال الذين يرون أمهم تُهان يكبرون بقلوب مضطربة قد يتعلمون أن القسوة عادة أو يفقدون الأمان في أقدس مكان وهو البيت، فالزوج الذي لا يحترم زوجته يهدم بيديه جسر المودة فتتحول العلاقة من دفء وسكينة إلى جدران باردة مليئة بالصمت والدموع.
الأسرة التي تُعاني من سوء معاملة المرأة تفقد جوهرها الإنساني إذ إن المرأة إذا شعرت بالتقدير غمرت الجميع بالحب أما إذا سُحقت مشاعرها انطفأت أنوار البيت وتحولت الحياة إلى عبء ثقيل.
إن معاملة المرأة بكرامة وعدل ليست واجبًا أخلاقيًا فقط بل هي أساس سعادة الأسرة واستقرارها فالبيت الذي يُحترم فيه قلب المرأة يُزهر فيه الحب ويشبّ أطفاله على الرحمة وتظل الروح فيه نابضة بالأمان.
وقد كرّم الإسلام المرأة من صغرها حتى الكِبَر فوصف الأنثى بـ"المؤنسات الغاليات" فهي الابنة والأم والأخت والعمة والخالة والجدة هي ليست نصف المجتمع بل هي كل المجتمع وأساسه فرفقًا بالقوارير.