تتصاعد النقاشات حول دور الأسرة في صلاح المجتمع ، والتي  هي الوحدة الأساسية في بناء أي مجتمع ومن خلال دورها الحيوي في تربية الأجيال الجديدة تؤثر بشكل كبير على شخصياتهم وسلوكهم وتطويرهم الاجتماعي والنفسي.
تبدأ أهمية دور الأسرة في صلاح المجتمع منذ الطفولة ، حيث تُعتبر النواة الأساسية لتشكيل شخصية الأبناء وذلك من خلال غرس المفاهيم والمعتقدات الإيجابية وتوجيههم نحو القيم والسلوك الصحيح ، فهي تعمل على توفير بيئة آمنة لإنتاج أفراد صالحين وقادرين على تحمل المسؤولية في المجتمع.
وفي وقتنا الحالي تواجه الأسرة تحديات عديدة تؤثر على قدرتها على أداء دورها بفعالية ، فالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية قد  تؤثر على هيكل الأسرة ووظائفها  واحيانا  تؤدي الى قلة التواصل  بين أفرادها وتضعف الرعاية الأسرية بسبب انشغال الأهالي بالعمل والتزاماتهم الإجتماعية، إن  تأثر الأطفال بوسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة اللوحية والألعاب الإلكترونية أدى إلى ضعف الروابط العائلية ، بالإضافة إلى ذلك تشهد بعض الأسر تفككًا وانحدارًا في القيم الأسرية التقليدية ، مما يؤثر سلباً على صلاح المجتمع.
لذا من الضروري أن تعمل المجتمعات والحكومات والمؤسسات على دعم الأسرة وتقديم الدعم اللازم لها من خلال توفير برامج دعم الوالدين وتعزيز التواصل الأسري وتعزيز القيم الأسرية الصحيحة ، كما يجب تعزيز الشراكة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع لضمان تحقيق الأهداف المشتركة في بناء مجتمع صالح ومستقبل مزدهر للأجيال القادمة.