تعود جذور الثقافة الكورية إلى آلاف السنين، تشكّلت ملامحها الأولى في العصور القديمة عبر الممالك الكورية الثلاث (غوغوريو، بايكتشي، وسيللا) وازدهرت بشكل خاص في عهد مملكة جوسون (حوالي 2333 ق.م، والتي يُقال إن مؤسسها هو "دانغون") والتي أرست القيم الكونفوشيوسية واخترعت الأبجدية الكورية "الهانغول".
هذه الثقافة تمثل مزيجًا من التقاليد العريقة والتأثيرات الحديثة ما جعلها تنتشر عالميًا في العقود الأخيرة من خلال الفن والموسيقى والطبخ والموضة، وتعكس هذه الثقافة هوية الشعب الكوري وطريقة تفكيره وعاداته وقيمه الاجتماعية.
الثقافة الكورية متأثرة بشكل كبير بالفلسفة الكونفوشيوسية التي تركز على احترام الكبار والعائلة والانضباط والتعليم، وتُعتبر الأسرة في كوريا وحدة أساسية في المجتمع وغالبًا ما يُعطى الأولاد الذكور أهمية في استمرارية اسم العائلة.
وتُكتب اللغة الكورية باستخدام أبجدية تُدعى (هانغول) وهي أبجدية اخترعها الملك "سيجونغ العظيم" في القرن الخامس عشر وتُعد من أسهل الأبجديات للتعلم إذ تتكون من 14 حرفًا ساكنًا و10 حروف صوتية.
ويُعد الطعام الكوري جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الكورية ويتميّز بتنوع أطباقه ونكهاته ومن أشهر الأطعمة الكورية: "الكيمتشي والتوكبوكي" والطعام الكوري عادةً ما يكون صحيًا ويُقدَّم مع مجموعة من الأطباق الجانبية.
الـ"هانبوك" هو الزي التقليدي الكوري ويُرتدى في المناسبات الخاصة كالأعياد وحفلات الزفاف وبعض المناسبات الرسمية ويتميز بألوانه الزاهية وتصميمه الأنيق ويُعبّر عن الجمال الكوري.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت الثقافة الكورية مشهورة عالميًا من خلال ما يُعرف بـ("الهاليو") أو الموجة الكورية التي تشمل الدراما والسينما وغيرها.
وتُجسّد الثقافة الكورية توازنًا بين التقاليد القديمة والانفتاح الحديث فهي ليست مجرد ثقافة محلية بل أصبحت رمزًا عالميًا يجذب الناس من مختلف الدول لتعلّم اللغة وتجربة الطعام والاستمتاع بالفنون الكورية.