في عصر التكنولوجيا المتسارع، أصبح الإنترنت جزءًا أساسيًا من حياة الأطفال سواء للتعلم، الترفيه أو التواصل الاجتماعي ورغم ما يقدمه من فرص، إلا أنه يحمل مخاطر حقيقية إذا لم يتم التعامل معه بحذر وهنا يبرز دور الأمن الرقمي كخط دفاع أساسي لحماية الأطفال من التهديدات الرقمية التي قد تضر بسلامتهم النفسية والجسدية.
أولى الخطوات لحماية الأطفال تتمثل في التوعية إذ يجب أن نعلّمهم منذ الصغر أن الإنترنت ليس مكانًا آمنًا بالكامل، وأن عليهم عدم مشاركة معلوماتهم الشخصية مثل الاسم الكامل، العنوان، أو رقم الهاتف، التثقيف المستمر يجعل الطفل أكثر وعيًا بالمخاطر مثل التنمّر الإلكتروني أو محاولات الاحتيال.
إلى جانب الرقابة الأبوية الذكية، وهي لا تعني فرض القيود القاسية، بل مرافقة الطفل في رحلته الرقمية حيث يمكن استخدام تطبيقات المراقبة التي تحدد وقت الاستخدام وتمنع الوصول إلى المواقع غير المناسبة، إلى جانب تشجيع الحوار المفتوح حول الأنشطة التي يقوم بها الطفل على الإنترنت.
كما أن تعليم مهارات الأمن السيبراني الأساسية أمر بالغ الأهمية، مثل اختيار كلمات مرور قوية، وتفعيل المصادقة الثنائية في الحسابات، وعدم الضغط على الروابط المشبوهة هذه المهارات تمنح الطفل قدرة على حماية نفسه من الاختراقات والبرامج الضارة.
و للمدارس دور كبير في تعزيز ثقافة الأمان الرقمي من خلال المناهج والأنشطة التوعوية، لأن حماية الطفل مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمؤسسات التعليمية والمجتمع.
يبقى الإنترنت أداة قوية للتعلم والتطوير إذا تم استخدامه بوعي ومسؤولية و بتوفير بيئة رقمية آمنة لأطفالنا، نمنحهم فرصة للاستفادة من التكنولوجيا دون الوقوع في مخاطرها فالأمن الرقمي ليس خيارًا، بل ضرورة لحماية جيل المستقبل في عالم مفتوح بلا حدود.