يُعد تعليم الطفل كيفية التعامل مع الضيوف من الركائز التربوية الأساسية التي تسهم في بناء شخصيته الإجتماعية، وتطوير مهاراته في التواصل الإيجابي مع الآخرين، فالضيافة قيمة أصيلة في الثقافة العربية والإسلامية ويُعد حسن استقبال الضيف والترحيب به من مكارم الأخلاق التي ينبغي غرسها في نفوس الأبناء منذ الطفولة المبكرة.
وتبدأ هذه العملية من خلال القدوة الحسنة فالطفل يراقب سلوك والديه وأفراد أسرته عند استقبال الضيوف، فيتعلم منهم أساليب الترحيب وطرق التعبير عن الحفاوة، ثم يبدأ في تقليد هذه التصرفات بشكل تلقائي، هنا يأتي دور الأهل في تقديم الدعم والتشجيع لتعزيز ثقته بنفسه أثناء التفاعل مع الضيوف، وتعليمه عبارات الترحيب المناسبة مثل "أهلاً وسهلاً" "تفضلوا" "شرفتونا" وغيرها مما يعكس حسن خلقه.
ومن المهم أيضًا توجيه الطفل إلى قواعد السلوك المهذب أثناء وجود الضيوف مثل، احترام حديث الكبار وعدم مقاطعتهم، تجنب التحدث بصوت مرتفع أو التصرف بطريقة قد تُزعج الحاضرين، كما يُستحسن إشراكه بشكل رمزي في تقديم الضيافة أو المساعدة في استقبال الضيوف، ليشعر بأهميته داخل الأسرة ويكتسب الثقة ومهارات التعامل الإجتماعي.
إن تعويد الطفل على هذه السلوكيات يعزز لديه قيم الكرم والبذل، ويُنمّي لديه روح الإحترام والتقدير المتبادل مما يساعده في بناء علاقات طيبة في محيطه، كما أن حسن تعامله مع الضيوف يُعدّ انعكاسًا إيجابيًا لتربيته، ويُظهر صورة مشرقة عن أسرته أمام المجتمع.
من هنا، تبرز مسؤولية الوالدين في غرس هذه القيم بأسلوب لطيف ومحبب بعيدًا عن الضغط والإجبار، حتى تصبح جزءًا من شخصية الطفل لا مجرد سلوك مؤقت ومع مرور الوقت، تتحول هذه العادات إلى مكون أصيل في سلوكه يرافقه في مختلف مراحل حياته، ويسهم في نجاحه الإجتماعي وتواصله الفعّال مع الآخرين.