الضوضاء هي واحدة من العوامل البيئية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان وحياته، وتتمثل الضوضاء في الأصوات غير المرغوب فيها أو الضجيج الذي يمكن أن يكون مصدره حركة المرور، المصانع، والأنشطة البشرية المختلفة،  وقد لا يدرك الكثيرون مدى تأثير الضوضاء على الصحة، لكن الدراسات أظهرت أن التعرض المستمر للضوضاء يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية.
التأثيرات الفسيولوجية
التعرض المستمر للضوضاء المرتفعة يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق؛ لأن الجسم يستجيب للضوضاء العالية بإفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، هذه الهرمونات يمكن أن تؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم في حالات الطوارئ القصوى، تكون هذه الاستجابات الجسدية مفيدة، لكنها تصبح ضارة عند التعرض المستمر للضوضاء، حيث يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
التأثيرات النفسية
على الصعيد النفسي، يمكن أن تسبب الضوضاء مشكلات في التركيز والإنتباه، مما يؤثر سلبًا على الأداء في العمل أو الدراسة أما الأطفال الذين يعيشون في بيئات ضوضائية قد يواجهون صعوبة في التعلم وضعف في التحصيل الدراسي بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التعرض المستمر للضوضاء إلى اضطرابات النوم، حيث أن الضوضاء يمكن أن تتسبب في صعوبة النوم أو تقطع النوم، مما يؤثر على جودة النوم ويؤدي إلى الإرهاق والتعب خلال النهار.
فقدان السمع
الضوضاء العالية قد تؤدي إلى فقدان السمع، خاصة إذا كانت مستويات الصوت مرتفعة جدًا أو إذا كان التعرض للضوضاء مستمرًا لفترات طويلة  فالتعرض المستمر لأصوات عالية يمكن أن يؤدي إلى تلف الخلايا السمعية في الأذن الداخلية، مما قد يسبب فقدان السمع بشكل تدريجي، ففقدان السمع الناتج عن الضوضاء قد يكون غير قابل للعلاج، مما يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة والتواصل الاجتماعي.
ولتقليل التأثيرات السلبية للضوضاء على الصحة، يجب إتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية، مثل:
استخدام سدادات الأذن أو السماعات العازلة للضوضاء في البيئات الصاخبة.
تعزيز التوعية حول مخاطر الضوضاء وأهمية الحد منها في الأماكن العامة والخاصة.
الضوضاء.. ليست مجرد مصدر إزعاج، بل هي عامل بيئي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان وجودة حياته من خلال فهم التأثيرات السلبية للضوضاء وإتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، يمكننا تحسين صحتنا ورفاهيتنا.