في قلب صحراء الأردن واحة خضراء تجمع بين جمال الطبيعة من أشجار وحيوانات وطيور، ومياه عذبة يستوطن بها نوع فريد من الأسماك، وتتميز بمناخ جميل خلاب.. إنها محمية الأزرق المائية .
تقع محمية الأزرق المائية في الصحراء الشرقية من الأراضي الأردنية، وتبعد عن العاصمة عمان حوالي 115 كيلومتراً.
سميت بهذا الاسم نسبة إلى واحة الأزرق التي تشكل جزءاً من مساحتها وتغطيها البرك والمستنقعات المائية، وهي مسطحات مائية تشكلت بفعل ينابيع المياه الجوفية العذبة، تعتبر محمية الأزرق المائية إحدى المحميات المدرجة ضمن الشبكة الوطنية للمحميات الطبيعية في الأردن.
وتعد الأزرق أول محمية أراضي رطبة ضمن اتفاقية رامسار الدولية في الأردن والمنطقة عامة، تأسست عام 1978، تبلغ مساحتها 74 كم2، وتحوي النوع الوحيد الفقاري المستوطن بالواحة وهو السمك السرحاني.
كما تعد محطة إستراتيجية للطيور المهاجرة بين أوروبا وآسيا وإفريقيا، وإنضمت المحمية في عام 2018 إلى القائمة الخضراء التابعة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة.
تعتبر محمية الأزرق المائية غنية بالتنوع الحيوي، حيث تحوي بجانب السمك السرحاني، ثلثي تسجيلات أنواع الطيور في الأردن بواقع 350 نوعاً من الطيور المهاجرة والمقيمة.
كما يتواجد أكثر من 133 نوعاً من النباتات كما أن هناك ما يزيد على 163 نوعاً من اللافقاريات و18 نوعاُ من الثدييات و11 نوعاً من الزواحف و15 نوعاً من الرعاشات (يعسوبيات) ونوعين من البرمائيات.
لكن لسوء الحظ عانت الأزرق من كارثة بيئية بسبب الإساءة والإفراط في استخدام المياه من حوض الأزرق، والضخ الجائر للمياه من واحة الأزرق إلى المدن المجاورة وحفر الآبار بشكل غير قانوني، مما أدى إلى تناقص مستمر في مستويات مياه الحوض في السنوات الخمسين الأخيرة.
وفي عام 1981 بدأ مستوى الماء في المحمية بالهبوط ووصل لمستويات متدنية جداً مما أسفرت هذه المستويات من استنزاف الواحة الطبيعية مما أدى إلى جفاف مساحات واسعة من الأراضي الرطبة، في عام 1992 جفت الينابيع الرئيسية التي كانت تغذي الأراضي الرطبة ووصل عمق المياه لأثني عشر متراً تحت سطح الأرض.
وعليه فإن الجسم المائي الذي كان يوماً نظاماً بيئياً مزدهراً تضاءل حتى وصل إلى ما نسبته 0.04 مما كان عليه في السابق وظهرت آثار ذلك على شكل نقصان أعداد الطيور التي تتوقف في الأزرق خلال هجرتها.
حيثُ كانت واحة الازوق قبل الضخ الجائر للمياه في الثمانينات جوهرة زرقاء لامعة في قلب الصحراء، تجتذب ما يقارب المليون طائر مهاجر في وقت واحد، حيث إنها تقع على واحد من أهم مسارات هجرة الطيور، وبحلول العام 1993 وبسبب الضخ الهائل للمياه لم يعد هناك أي مياه سطحية في الواحة وتدمرت القيمة البيئية للواحة فعلياً.
وعليه قامت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وبدعم دولي في العام 1994 بعملية إنقاذ للواحة ونجحت في استعادة جزء مهم من الأرض الرطبة، حيث نجحت الجهود برفع نسبة المياه إلى 10 بالمائة.
ومع إعادة تأهيل الواحة بدأت الواحة ترى عودة لبعض الطيور المهاجرة، وحتى يستمتع الزوار بمشاهدة الطيور في المحمية تم بناء ممرات خاصة ومرافق مراقبة الطيور واستراحات للسياح، مزودة بمطاعم مجاورة لتقديم جميع الخدمات الممكنه للسائح .