منذ بداية
الثورة الصناعية، لم يشهد العالم تطورات تكنولوجية بهذا الحجم والسرعة التي نعيشها
اليوم، فالتقدم التقني المتسارع في مجالات مثل: الذكاء الاصطناعي، الروبوتات،
إنترنت الأشياء، الطباعة ثلاثية الأبعاد، الواقع الافتراضي المعزز، وغيرها، يغير
بشكل جذري الطريقة التي نعيش ونعمل ونتفاعل بها.
 وفي عام 2024، بدأت وتيرة هذه التطورات
التكنولوجية الثورية تتسارع وتترك بصمات عميقة على حياتنا اليومية، سواء كنا
مستهلكين أو موظفين أو طلاباً أو مرضى، ستؤثر هذه التقنيات على كل جانب من جوانب
وجودنا، لتحمل معها العديد من الفرص والتحديات في آن واحد في
هذا العصر الرقمي، لن يكون هناك مجال آمن من تأثير التكنولوجيا، فمن الاقتصاد إلى
السياسة، ومن التعليم إلى الترفيه، ستغير التقنيات الحديثة قواعد اللعبة ببساطة
والتي لا يمكننا تجاهلها، لذلك، من الضروري فهم الآثار المحتملة لهذه التطورات
المستقبلية على جميع شرائح المجتمع.
 في الجهة الأولى تسهم التكنولوجيا
في تحسين الحياة وتعزيز التقدم بطرق متعددة، حيث تسهل الاتصال والتواصل عبر
الإنترنت، وتوفر وصولًا واسعًا إلى المعرفة والمعلومات، مما يعزز التعلم والتنمية
الشخصية. كما تطور الصحة والطب من خلال تحسين تشخيص الأمراض وعلاجها بفاعلية أكبر،
مما يعزز جودة الرعاية الصحية ويطيل متوسط العمر، وفي المجال الاقتصادي، تحفز
التكنولوجيا الابتكار وتخلق فرص عمل جديدة، مما يعزز الاقتصاد الرقمي، بشكل عام،
تقدم التكنولوجيا في عام 2024  فرصًا
كبيرة لتحسين الحياة وتحقيق تقدم شامل من جميع النواحي الحياتية ..
لكن على الجهة الأخرى تظهر عدة سلبيات للتكنولوجيا
تستحق الانتباه والتفكير، أحد هذه السلبيات هو التدهور المحتمل في الصحة النفسية،
حيث قد يؤدي الاعتماد المتزايد على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي إلى زيادة
حالات الإدمان والقلق والاكتئاب بين الأفراد، وهذا ما نلاحظه في اليافعين في هذه
السنوات أن حالاتهم النفسية تدهور وهباء فقط بسبب مواقع التواصل الاجتماعي،
بالإضافة إلى ذلك، هناك تهديد متزايد للخصوصية، حيث يمكن أن يتم استغلال البيانات
الشخصية والمعلومات الحساسة عبر الإنترنت بطرق غير مشروعة، مما يعرض الأفراد
لمخاطر متزايدة للاختراقات الإلكترونية والتجسس، وهذا ما نراه فعصرنا الحالي، إن الكثير من الفتيات
اليافعات والنساء الشابات يتعرضن إلى انتهاك الخصوصيات والتهديد بها بطرق غير
شرعية. 
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي زيادة التبعية على الأجهزة الذكية إلى انعزال
الأفراد وتقليل الاتصال الإنساني الواقعي أو بطريقة أخرى التواصل وجه لوجه، مما
يؤثر سلبًا على جودة العلاقات الاجتماعية والتفاعل الشخصي، بشكل عام، يتطلب
التفكير في تلك السلبيات التكنولوجية الحالية في عام 2024، إن اتخاذ إجراءات
فعّالة للحد منها وضمان استخدام التكنولوجيا بطريقة تعزز الصحة النفسية وتحافظ على
الخصوصية الشخصية وتعزز التواصل الإنساني الواقعي والوعي بخطورة الانترنت وفهم
طريقة عمل الإنترنت وكيفية التعامل معه بطرق سليمة..
ويمكن
أن يؤدي الاعتماد المفرط على التكنولوجيا إلى زيادة التوتر والإجهاد، حيث يمكن أن
يكون الضغط المستمر للبقاء على اتصال ومتابعة التطورات التكنولوجية مرهقًا على
الصعيدين العقلي والجسدي. كما قد تؤثر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتشغيل الآلي
على فقدان الوظائف التقليدية، مما يعزز التوتر الاقتصادي ويزيد من التفاوت
الاجتماعي، ومن الجدير بالذكر أن الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا قد يقلل من
مهارات التفكير النقدي والابتكار، وبالتالي يقلل من قدرة الأفراد على التكيف مع
التحديات والمواقف الجديدة بطرق إبداعية وفعّالة، لذا، يجب أن يتم التعامل مع
التكنولوجيا بحذر ووعي، واتخاذ إجراءات لتقليل الآثار السلبية وتعزيز الفوائد المحتملة
بشكل أفضل.
يظهر أن التكنولوجيا تلعب دورًا حيويًا في تحسين جودة الحياة وتعزيز التقدم
في مختلف المجالات، من خلال تسهيل الاتصال والتواصل، وتوفير الوصول إلى المعرفة،
وتعزيز الرعاية الصحية، وتحفيز النمو الاقتصادي، تبرز التكنولوجيا كقوة دافعة
للتطور والتغيير الإيجابي والسلبي الذي يحتاج الى وعي كافي للتعامل مع هذه
التقنيات التي تساعد على اختفاء الكثير من الوظائف وضياع الابتكار والإبداع لدى
الناس فقط لاعتمادهم على التكنلوجيا في جميع نواحي الحياة.