الفسيفساء هو فنٌ عريقٌ يمتدُ جذوره إلى حضارات قديمة، يعتمد على تجميع قطع صغيرة من مواد مختلفة مثل الحجارة، الزجاج، والمعادن لتكوين تصاميم معقدة وجذابة، يتجلى هذا الفن في تزيين الجدران والأرضيات، مقدماً صوراً فنية تُعبر عن مناظر طبيعية، أشكال هندسية، وأحداث تاريخية.
شهد فن الفسيفساء أوج تطوره في العصر الإسلامي، حيث أبدع الفنانون المسلمون في استخدامه لتزيين المساجد والقصور، معبرين عن فلسفة حضارتهم وتفاصيل حياتهم اليومية، وتميز هذا الفن بالدقة والتشابك، مما أضفى عليه طابعاً خاصاً يعكس رقي وجمال العمارة الإسلامية.
ينقسم فن الفسيفساء إلى أنواع متعددة بحسب المواد المستخدمة وطريقة التشكيل، من بينها الفسيفساء التقليدية المصنوعة من الأحجار، والفسيفساء الزجاجية والسيراميكية، والفسيفساء الصناعية. 
تعتبر لوحة الفسيفساء في قصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك في أريحا من أبرز الأمثلة على هذا الفن، حيث تغطي مساحة 826 مترًا مربعًا وتُعرف باسم "لوحة الحياة".
في العصر الحديث، يعود فن الفسيفساء ليواكب التطورات المعمارية، ويُستخدم في تزيين المنازل، القصور، والأسواق، مما يبرهن على استمرارية هذا الفن وقدرته على التكيف مع متطلبات الزمن