يبدأ اليوم مبكراً ليس لأن هناك موعدًا رسميًا أو التزامًا وظيفيًا، بل لأن قلبًا إختار أن يكون حاضرًا حيث يحتاجه الآخرون هذا هو يوم في حياة متطوع، شاب أو فتاة قرروا أن يجعلوا من وقتهم طاقة تُضيء بها حياة الآخرين.
في مركز مجتمعي صغير يصل المتطوع قبل الجميع يبتسم للحارس يساعد في ترتيب الكراسي، يراجع قائمة الأنشطة، ويتأكد من أن كل شيء جاهز ليستقبل الأطفال أو كبار السن أو اللاجئين أو أصحاب الإحتياجات الخاصة بحسب طبيعة الفعالية، العمل ليس سهلاً لكن الشغف يبدد التعب.
وفي منتصف اليوم يُطلب منه توزيع وجبات، تنظيم طابور رسم بسمة على وجه طفل خجول أو حتى الإنصات لقصة مسنّ لا يجد من يشاركه الحديث لحظات صغيرة، لكنها تصنع فرقًا كبيرًا في حياة الطرفين.
وحين يُطرح سؤال بسيط من أحد المستفيدين "ليش بتعملوا هيك"يكون الجواب دائمًا: لأننا نؤمن أن الخير يخلق التغيير.
فالتطوع ليس فقط خدمة للناس بل هو أيضًا بناء داخلي للإنسان وتعليم للنفس على التواضع والصبر والعطاء دون مقابل.
في نهاية اليوم يخرج المتطوع منهك الجسد، لكنه ممتلئ الروح تعبه لم يكن جسديًا فقط بل عاطفيًا أيضًا لأنه أعطى من قلبه، وشارك إنسانيته مع من حوله.
ورغم أن البعض قد يراه يومًا عاديًا، إلا أنه بالنسبة له كان فرصة ليكون جزءًا من حياة الآخرين لا متفرجًا عليها.
"أن تكون متطوعًا يعني أن ترى العالم بعين جديدة"
بهذه العبارة يختصر الكثيرون تجربتهم فيها ويكاد لا يخرج متطوع من نشاطه كما دخل، فكل موقف وكل تفاعل يترك بصمة في قلبه.
في زمن تتسارع فيه الحياة يظل المتطوع هو ذاك الشخص الذي قرر أن يبطئ قليلاً… ليمدّ يده للآخرين