شاركتُ في مهرجان الأردن لأفلام الأطفال كعضو في لجنة التحكيم وهو من أبرز الفعاليات الثقافية والفنية التي تهدف إلى دعم الإبداع السينمائي الموجّه للأطفال وتنمية الذائقة الفنية لديهم، جاءت مشاركتي في هذا المهرجان فرصة قيّمة للاطلاع على أعمال فنية متنوعة تعكس إبداعات صانعي الأفلام من مختلف الدول وتركّز على قضايا الطفولة وقيمها الإنسانية والتربوية.
خلال فترة المهرجان قمتُ مع زملائي من مركز زها الثقافي في لجنة التحكيم بمتابعة مجموعة من الأفلام القصيرة المخصصة للأطفال وتقييمها وفق معايير محددة تشمل جودة الإخراج وأصالة الفكرة وقوة الرسالة ومدى ملاءمتها للفئة العمرية المستهدفة، وقد تميّزت الأعمال المشاركة بتنوّع موضوعاتها حيث تناولت قضايا مثل: التعليم والصداقة وحب الوطن وحماية البيئة وأهمية التعاون والتسامح.
وفي ختام المهرجان، تم تكريم لجنة التحكيم تقديرًا لجهودها في إنجاح هذه الفعالية الفنية المهمة حيث استلمنا دروعًا تكريمية تعبّر عن الشكر والامتنان لدورنا في دعم سينما الأطفال وتشجيع صانعي الأفلام على تقديم محتوى هادف ومؤثّر.
لقد ساهمت هذه المشاركة في إثراء معرفتي بعالم سينما الأطفال وفتحت أمامي آفاقًا جديدة لفهم احتياجات الطفل النفسية والفكرية من خلال الفن المرئي، كما كانت فرصة لبناء علاقات مهنية مع مبدعين في مجال السينما، وتبادل الخبرات حول أساليب تطوير محتوى إعلامي هادف للأطفال.
إن مشاركتي في لجنة التحكيم لم تكن مجرد تجربة فنية فحسب؛ بل تجربة إنسانية وثقافية تعزّز الإيمان بدور الفن في بناء أجيال واعية وقادرة على الإبداع.
وباسمي أنا أمل الشويكي، وباسم زميلاتي العزيزات نايا العتر ورفيف العقرباوي لا يسعنا إلا أن نعبّر عن سعادتنا الكبيرة بهذه التجربة الاستثنائية وامتناننا العميق للمركز الذي أتاح لنا هذه الفرصة الثمينة للمشاركة في لجنة التحكيم، لقد كان شعور الفخر يملؤنا جميعًا لحظة استلامنا الدروع التكريمية التي جاءت كتتويج لجهودنا وتقديرًا لعملٍ بذلنا فيه الكثير من الوقت والجهد.
لم يكن الأمر سهلًا، فالإضاءة والتصوير ومتابعة تفاصيل التقييم كانت تتطلب دقة كبيرة وعملًا متواصلًا لكن تعبنا لم يذهب سدى إذ شعرنا أن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام قدّرت جهدنا حقّ التقدير وكانت لحظة استلام الدرع من صاحبة السمو الملكي الأميرة جليلة بنت علي محطةً فارقة بالنسبة لنا إذ حملت معها مزيجًا من الاعتزاز والسعادة والانتماء.
حقًا، لا يمكن للكلمات أن تصف بدقة ما غمرنا من مشاعر في تلك اللحظة فقد كان الفرح أكبر من أن يُختصر في جملة أو كلمة، كانت تجربة ستظل محفورة في ذاكرتنا جميعًا وتمنحنا دافعًا لمواصلة الإيمان برسالة الفن في خدمة الطفولة وإبراز دور الشباب في صنع محتوى ملهم وهادف.