يُعدّ الرسم أحد أقدم وأرقى أشكال التعبير الفني التي عرفها الإنسان، وهو لا يقتصر على كونه مجرد خطوط مرسومة على سطح، بل يُعبّر عن أفكار ومشاعر ومشاهد داخلية بطريقة بصرية مميزة.
فالرسم هو فن مرئي يقوم على إنشاء علاقة ما على سطح معين بإستخدام الخطوط أو البقع أو الأدوات المختلفة، ويُصنّف ضمن الفنون التشكيلية، بل ويُعدّ من الفنون السبعة الأساسية.
قد يكون الرسم تسجيلاً سريعًا لملاحظة عابرة أو خاطرة مرئية في لحظة معينة أو تحضيرًا لأعمال فنية أكبر كالرسم الزيتي أو النحت، ولكنه في كثير من الأحيان يشكّل عملًا فنيًا مستقلًا بذاته، يحمل قيمة جمالية وفكرية متكاملة.
ويتميّز الرسم بقلم الرصاص تحديدًا بمرونة بصرية عالية، إذ يمكن للفنان عبره التعبير عن أدق الاختلافات في التوتر العضلي أثناء تحريك اليد، ما يمنحه قدرة استثنائية على تنويع الخطوط ودرجات الظل والملمس، فعند استعمال القلم بزاوية حادة تزداد المساحة المغطاة على الورق مما يخلق تباينات واضحة في السمك واللون، ويضيف عمقًا بصريًا للعمل.
كما أن تنوع الأساليب التقنية في استخدام الخطوط والملامس بالإضافة إلى نوع الورق وخصائصه يعزز من قدرة الفنان على إيصال تأثيرات حسية، تترجم إلى درجات لونية وتفاصيل تُثري العمل الفني وتمنحه طابعه الخاص.
إن الرسم ليس فقط تمرينًا بصريًا بل هو مساحة للتأمل والإبداع، حيث يتحول الخط البسيط إلى نافذة على عالم داخلي غني بالخيال والانفعال.