الموشّح الأندلسيّ هو فنّ شعريّ عربيّ يميّزه تفرّده بالاقتراب من الفنّ الشعبيّ، حيث تتراكم الكلمات بشكل مجازيّ وبلاغيّ متناغم وموسيقيّ جميل ومحبّب للنفس.
ظهر هذا النوع من الفنّ في الحقبة الأندلسيّة الّتي شهدت امتزاج الفنّ الشرقيّ بالفنّ الغربيّ، وكان لهذا العصر مميّزاته وتاريخه الخاصّ، وهو نوع من الشعر يرتبط بشغف عشّاق الشعر والقرّاء، وهو ليس مجرّد فنّ شعريّ، بل يمتزج مع الفنّ الغنائيّ والموسيقيّ.
 يعبر هذا الشعر عن البعد النفسيّ للشاعر من خلال مواجهة الذات وحوار داخليّ، ويعبّر عن تآلف الأرواح ومهارات تنمية وفهم الذات، وقد ابتكره أهل الأندلس لتجديد الأدب والابتعاد عن الشعر التقليديّ، وتميّز بخصوصيّة بنائه واستخدام لغة خاصّة به، وارتباطه الوثيق بالموسيقى والغناء، والتزامه بقواعد معيّنة.
كان يلقى اهتماماً كبيراً من الملوك والأمراء، ويتكوّن الموشّح من ستّة أقفال وخمسة أبيات على الأقلّ، ويعرف بالموشّح التامّ في حال كان يحتوي على هذا العدد، أمّا إذا كان أقلّ من ذلك، فيسمّى بالموشّح الأقرع، وتعني كلمة الموشّح باللغة الزينة، كما يستخدم الوشاح لتزيين المرأة.
الموشّح هو ظاهرة أدبيّة نادرة في الأدب العربيّ، حيث ظهر جيل جديد من الشعراء في بلاد الأندلس، وتأثّر شعرهم بالطبيعة ومجالس الغناء والطرب، كانوا يتنقّلون بين قوافي الشعر وبحوره، ممّا أدّى إلى تداخل الغناء مع هذا اللون الجديد، الّذي يعتمد على أكثر من قافية ووزن وبحر عروضيّ.
أجزاء الموشّحات تشكّل فنّاً جديداً خارجاً عن التقليد الشعريّ التقليديّ، حيث يقسم الشعر التقليديّ إلى بيت يتألّف من عجز وصدر، أمّا أجزاء الموشّح، فتشمل المطّلع والدور والسمط والقفل.
المطّلع هو القفل الأوّل، ويتكوّن عادة من شطرين أو أربعة، أمّا الدور فيتكوّن من مجموعة من الأبيات الّتي تلي المطّلع، ولا يمكن أن يقلّ عن ثلاثة أبيات.
السمط هو اسم يطلق على كلّ شطر من أشطر الدور، القفل يأتي بعد الدور، ويتكوّن من أجزاء يجب أن تتّفق مع باقي الأقفال في الوزن والقوافي وعدد الأجزاء، وأقلّ عدد من الأجزاء في القفل هو جزأين فصاعداً.
البيت في القصيدة يتكوّن من أجزاء مترابطة، حيث يجب أن تتوافق جميع أجزاء البيت مع بقيّة الأبيات في الوزن وعدد الأجزاء بدلا من
القوافي، الغصن يشير إلى بداية المطّلع أو القفل أو الختم، وتكون الأغصان متساوية في العدد والترتيب والقافية. الخرجة هي القفل الأخير في القصيدة، وغالباً ما تكون الخرجة عجميّة في اللفظ.
تتنوّع استخدامات الموشّحات الأندلسيّة بين الغزل والوصف والرثاء.
شهد التاريخ الأندلسيّ العديد من الوشّاحين البارزين مثل ابن عمّار، وابن زيدون، وابن اللبّانة، وابن الزقّاق، وابن هانئ، وابن رافع، والأعمى التطيليّ، وابن ميمون القلعي، وغيرهم الكثير.