يُعد ضعف الشخصية لدى الأبناء مشكلة خطيرة تؤثر سلبًا على حياتهم الإجتماعية وتحصيلهم العلمي، إذ أن هذا الضعف ينعكس مباشرة على بناء الشخصية، فالطفل الذي يعاني من ضعف الشخصية غالبًا ما يميل إلى الانطواء ويتجنب الإختلاط بالمجتمع نتيجة شعوره بالخجل وانعدام ثقته بنفسه مما يعيق تطوره النفسي والإجتماعي.
هناك أسباب عديدة لضعف شخصية بعض الأبناء وللأسف أغلب تلك الأسباب تنمو من الأهل اللذان هم أساس بناء الفرد نتيجة تعاملهم الخاطئ مع أبناءهم، ومن تلك الأسباب التربية المتسلطة عندما يمنع الطفل من التعبير عن رأيه والتوبيخ والإنتقاد لما يقول حيث يشعر الطفل بأن جميع ما يتحدث به ليس ذو أهمية ولا قيمة له، كذلك الضرب والصراخ المستمر على الطفل بحجة التربية والذي بدوره يجعل الطفل خائفاً من أقرب الناس لديه ومن المجتمع مما يولد عنده عقد نفسية ومن الممكن ان تتسبب بالشعور بالحقد.
ومن أكثر الأسباب الذي توثر على ضعف شخصية الأبناء هي الحماية الزائدة عند التدخل بحياة الطفل وتفاصيل حياته دون إعطاءه فرصة محاولة إتخاذ القرار بنفسه تحت إشراف أحد من الأهل، فعند التدخل الزائد يعتمد الطفل على الآخرين دائماً في حمايته وإتخاذ القرارات عنه، المقارنة المستمرة بين الطفل وغيره سواء من إخوته أو أصدقائه أحد أهم الأسباب حيث تقلل من إحترام الطفل لذاته وتفقده الثقة، كما أنه من الممكن تعرض الطفل لتجارب سلبية تؤدي إلى العزلة وفقدان الثقة مثل التنمر أو الإهمال أو مشاكل أسرية مستمرة.
ومن الحلول الممكنة لتجاوز هذه المشكلة يجب على الأهل التقرب من الأبناء ومحاولة فهمهم والإستماع لهم وإبداء كل الإهتمام لحديثهم وتعزيز الحوار بينهم، كما يجب منح الأبناء فرصة خوض التجربة ومعالجة الخطأ إذ حدث دون عقاب وتوبيخ ومحاولة مشاركة الأبناء في إتخاذ القرارات ومشاركتهم في الرأي، ومنحهم الحب والإحترام الذي هو أساس
نجاح الاسرة، كما يستحسن متابعة الحالة النفسية للأبناء في المدرسة أو المنزل لمحاولة علاج أي تغير نفسي قبل تطوره.