شهدت مباراة ريال مدريد وأوساسونا، التي أقيمت ضمن الجولة الـ 24 من الدوري الإسباني، جدل تحكيمي واسع بسبب بعض القرارات المثيرة للجدل التي أثرت على مجريات اللقاء، وأثارت هذه الأخطاء غضب جماهير ولاعبي ريال مدريد، وسط تساؤلات حول مدى دقة قرارات الحكم خوسيه مونويرا مونتيرو ومدى تأثيرها على نتيجة المباراة، في هذا التقرير، نلقي نظرة تحليلية على أبرز الحالات التحكيمية المثيرة للجدل، ونستعرض ردود الفعل عليها.
شهدت المباراة حالتين جدليتين طالب فيهما لاعبو ريال مدريد بركلات جزاء، لكن الحكم رفض الاستجابة وتدخل تقنية الفيديو (VAR).
وتعرض فينيسيوس جونيور في الدقيقة (9) لاحتكاك واضح داخل منطقة الجزاء بعد تدخل مدافع أوساسونا جون مونكايولا، رغم اعتراض لاعبي ريال مدريد، لم يحتسب الحكم أي خطأ، ولم يتدخل الـ VAR لمراجعة اللقطة، مما أثار انتقادات واسعة. 
وطالب لاعبو ريال مدريد في الدقيقة (32) بركلة جزاء بعدما اصطدام الكرة بيد المدافع أليخاندرو كاتينا داخل منطقة الجزاء، لكن الحكم رأى أن اليد كانت في وضع طبيعي ولم يحتسب أي خطأ، اللقطة أثارت جدلًا بين المحللين، حيث اعتبر البعض أن يد اللاعب كانت في وضع غير طبيعي.
في الدقيقة 39، حصل جود بيلينغهام على بطاقة حمراء مباشرة بسبب اعتراضه اللفظي على قرار الحكم.، وفي المؤتمر الصحفي بعد نهاية المباراة، أوضح المدرب كارلو أنشيلوتي أن اللاعب لم يوجه إساءة مباشرة للحكم، بل قال له عبارة عادية (وفقًا للمدرب: “لا تزعجني”)، لكن الحكم فسرها على أنها إهانة.
هذا القرار أعاد الجدل حول حساسية الحكام الإسبان تجاه اعتراضات اللاعبين، حيث رأى بعض المحللين أن الطرد كان قاسيًا مقارنة بحالات مماثلة في الدوري.
في الدقيقة 58، احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح أوساسونا بعد احتكاك بين إدواردو كامافينغا والمهاجم أنتي بوديمير، ظهر في الإعادة أن الاحتكاك كان طفيفًا، وأن بوديمير ربما بالغ في السقوط للحصول على الركلة، اعتبر عدد من الحكام أن القرار كان قاسيًا، خاصة مع عدم وجود مراجعة دقيقة من الـ VAR.
قال كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد في المؤتمر الصحفي: “هناك قرارات لم تكن في صالحنا، لكن لا يمكننا التحكم في التحكيم، يجب أن نركز على تقديم أداء أفضل في المباريات القادمة.”
فيما انتقد لاعب ريال مدريد لوكاس فاسكيز التحكيم قائلًا: “يبدو أن هناك معايير مزدوجة في احتساب الأخطاء، لا نطلب شيئًا سوى العدل.”
من جهته قال مدرب أوساسونا، جاغوبا أراساتي الذي رفض التعليق بشكل مباشر على القرارات، مؤكدًا أن فريقه قدم مباراة قوية واستحق الخروج بنتيجة إيجابية.
ويرى الخبير التحكيمي في صحيفة " الماركا" الإسبانية إدواردو إيتورالدي غونزاليس، أن الحكم ارتكب أخطاء واضحة في المباراة، خصوصًا في عدم مراجعة بعض اللقطات عبر تقنية الفيديو، بينما اعتبر محلل صحيفة "آس" توماس رونسيرو (محلل في “آس”)، أن ريال مدريد تعرض لظلم واضح، مشيرًا إلى أن الأخطاء المتكررة ضد الفريق تثير الشكوك حول مستوى التحكيم في الليغا.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي موجة انتقادات واسعة ضد التحكيم، وأطلق مشجعو ريال مدريد وسم “التحكيم_يظلم_مدريد” تعبيرًا عن غضبهم من القرارات، العديد من البرامج الرياضية، مثل “الشيرينغيتو”، ناقشت الحالات التحكيمية المثيرة، وأجمعت أغلب الآراء على أن ريال مدريد لم يحصل على قرارات عادلة في المباراة.
تُسلّط هذه المباراة الضوء على التحديات التي يواجهها التحكيم في الدوري الإسباني، وتتكرر الأخطاء التحكيمية التي تؤثر على نتائج المباريات، في ظل الجدل المستمر حول مدى كفاءة استخدام تقنية الفيديو (VAR)، وما إذا كان هناك حاجة لإصلاحات في معايير التحكيم لضمان العدالة بين الفرق.
مع استمرار المنافسة في الليغا، يأمل عشاق كرة القدم في قرارات تحكيمية أكثر دقة وشفافية في المستقبل، فهل ستشهد الجولات القادمة تحسينات في الأداء التحكيمي، أم أن الجدل سيظل قائمًا؟