واحة الأزرق التي تقع في الجزء الشمالي الشرقي من العاصمة الأردنية عمان وعلى بعد 95 كيلو متر تقريباً.
وفي إحدى مناطق صحراء الأردن الرائعة التي تمتد إلى الحدود مع المملكة العربية السعودية تقع واحة الأزرق التي تعد واحدة من أهم المعالم الطبيعية والتاريخية في الأردن ، لأنها تشتهر بجمال طبيعتها الخلابة وتاريخها العريق وتتميز المنطقة بمناخها الصحراوي الحار والجاف صيفاً و البارد الممطر شتاءً.
تعتمد الواحة على مياه الأمطار ومياه الينابيع الجوفية كمصدر رئيسي للمياه وتعتبر أكبر مسطح مائي عذب في الأردن ، فهي تقع في مركز حوض الأزرق المائي تقريباً ، وهو أكبر الأحواض المائية من سوريا شمالاً وحتى الحدود السعودية جنوباً ، مما يجعلها واحدة من المناطق الخصبة و المثالية لزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل ومحوراً اقتصادياً واجتماعياً للسكان المحليين.
تمتاز واحة الأزرق بتاريخها العريق الذي يمتد لآلاف السنين حيث شكلت مرحلة هامة على طرق التجارة القديمة التي ربطت بين شبه الجزيرة العربية والمناطق المجاورة ، وكانت شاهدة على بقايا تاريخية مهمة مثل القلاع والآثار التي تعكس أهميتها عبر العصور,.
وفي الشأن الزراعي والحيواني تعتبر واحة الأزرق موطناً للعديد من النباتات المتكيفة مع الظروف الصحراوية وتمتاز بتنوع محاصيلها الزراعية التي تشمل المحاصيل المروية مثل الحبوب والبقوليات والخضروات ، "وتعتبر أهم محطة شرق أوسطية لاستراحة الطيور المهاجرة ، لذلك سجلت في اتفاقية رامسار العام 1977 كإحدى أهم محطات استراحة الطيور في العالم" ، ويعمل معظم السكان المحليين بالزراعة وتربية المواشي كمصدر دخل لهم.
أما بالنسبة لأهميتها السياحية فهي تعد وجهة مميزة لجذب الزوار من داخل الأردن وخارجه فهي تحفة طبيعية وثقافية تجمع بين جمال الطبيعة وعراقة التاريخ وتمثل نموذجاً رائعاً لتكييف الإنسان مع الظروف الصحراوية والاستفادة من مواردها.
وتحتاج هذه الواحة إلى الحفاظ على استدامتها من خلال التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة وتعزيز مشاركة المجتمع المحلي في العائدات السياحية ، لكي تستمر كجوهرة طبيعية وتاريخية تعزز من تجربة الزوار وتسهم في تنمية المنطقة للتمتع بجمالها الطبيعي واستكشاف الآثار التاريخية فيها .