منذ
قديم الزمان كان للكتابة مكانة سامية في الحضارات الإنسانية، ومن أبرز الأدوات
التي اعتمد عليها البشر لتسجيل أفكارهم وتجسيد كلماتهم كانت الريشة التي يعود
تاريخ الكتابة بها إلى العصور القديمة خاصة في أوروبا والشرق الأوسط ، فهي استخدمت
كأداة رئيسية في الكتابة قبل اختراع الأقلام.
ظهرت
الريشة أولًا لدى الرومان لكنها ازدهرت بشكل خاص في العصور الوسطى، حيث استخدمتها
الكنيسة لتدوين النصوص الدينية والخطاطون لتزيين المخطوطات، وفي ذلك الوقت كان
الريش يُستخلص غالبًا من ريش الطيور الكبيرة مثل الإوز والبجع لأنها كانت مرنة بما
يكفي لتوفير سلاسة في الكتابة ومتينة لتدوم فترة طويلة.
كانت
عملية تحضير الريشة تحتاج إلى دقة وعناية؛ إذ تُجفف وتُشحذ بدقة للحصول على طرف مثالي
يسهل الكتابة به، وقد أثر استخدام الريشة على أسلوب الكتابة فكانت الحروف أكثر
انسيابية وتفصيلًا مما أعطى النصوص طابعًا فريدًا يعكس دقة وجمال أداء الخطاطين.
استمر
استخدام الريشة في الكتابة حتى القرن التاسع عشر، عندما بدأت الأقلام المعدنية
بالظهور، ومع ذلك ما زالت الريشة تُستخدم اليوم في فنون الخط كتذكارٍ لفن الكتابة
اليدوية التقليدي الذي لا يزال يدهش عشاق الفن والكتابة.