مع احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية بعيد الاستقلال التاسع والسبعين، يبرز القطاع السياحي كأحد المجالات التي شهدت تطورًا ملحوظًا، عملت المملكة على تعزيز بنيتها التحتية السياحية وتوسيع نطاق الخدمات وتنويع المنتجات السياحية لجذب المزيد من الزوار من مختلف أنحاء العالم.
شهد الأردن نموًا كبيرًا في عدد السياح القادمين إلى المملكة، تجاوز عدد الزوار ستة ملايين سائح سنويًا، مما يعكس الجهود المبذولة في الترويج للمواقع السياحية وتطوير الخدمات المقدمة لهم، كما ارتفعت عائدات السياحة إلى أكثر من سبع مليارات دولار مما ساهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة الأردن كوجهة سياحية رئيسة في المنطقة.
الاستثمار في البنية التحتية السياحية كان أحد العوامل الرئيسية في هذا النمو، حيث تم تطوير العديد من المواقع الأثرية والتراثية، مثل مدينة البتراء ووادي رم إلى جانب تحسين الخدمات الفندقية والمرافق السياحية في مختلف المحافظات، كما شهدت العقبة توسعًا في المشاريع السياحية؛ مما عزز من قدرتها على استقطاب السياح الباحثين عن تجربة بحرية مميزة على شواطئ البحر الأحمر.
الترويج السياحي لعب دورًا مهمًا في إبراز الأردن كوجهة سياحية عالمية، تم إطلاق حملات تسويقية تستهدف الأسواق الدولية إلى جانب تنظيم فعاليات ومهرجانات ثقافية تعكس التراث الأردني الغني، كما تم تعزيز السياحة البيئية من خلال تطوير المسارات السياحية في المناطق الطبيعية مثل عجلون والبحر الميت مما أتاح للزوار فرصة الاستمتاع بجمال الطبيعة الأردنية.
الاستقلال الأردني لم يكن مجرد حدث تاريخي؛ بل كان نقطة انطلاق نحو بناء دولة حديثة قادرة على المنافسة في مختلف المجالات ومنها السياحة، الإنجازات التي تحققت في هذا القطاع تعكس رؤية المملكة في تعزيز
التنمية المستدامة والاستفادة من الموارد الطبيعية والتاريخية لجذب السياح ودعم الاقتصاد الوطني من خلال صناعة السياحة التي أصبحت أحد الأعمدة الرئيسية للنمو الاقتصادي في الأردن.