تعتبر قضية البيئة وتغيير المناخ من أبرز التحديات التي تواجه العالم
في القرن الحادي والعشرين وفي هذا السياق، تتبوأ البيئة النظيفة مكانة مركزية في
الجهود المبذولة لمواجهة التلوث.
 ويعتبر الحفاظ على البيئة
أمرا ضروريا للحفاظ على استقرار المناخ العالمي وتخفيف آثار التغييرات المناخية.
تسهم البيئة النظيفة بشكل كبير في تخفيف التأثيرات السلبية لتغيير
المناخ، وذلك من خلال عدة آليات، منها تقليل إنبعاثات الغازات الدفينة إذ تعد
الانبعاثات الناتجة عن الصناعة وحرق الوقود الأحفوري، من أبرز مسببات زيادة درجة
حرارة الأرض ويمكن من خلال إعتماد ممارسات صديقة للبيئة، مثل الاستثمار في الطاقة
المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة، تقليل هذه الانبعاثات بشكل كبير.
وتعتبر الغابات مخازن طبيعية للكربون، حيث تمتص أشجارها ثاني أكسيد
الكربون  من الجو وتحتجزه في الأنسجة
النباتية وبالتالي يعمل التنوع البيولوجي على تعزيز تكيف النظم الإيكولوجية مع
التغيرات المناخية، مما يقلل من آثارها السلبية.
ويؤدي التلوث الناتج عن الانبعاثات الصناعية وتصريف المياه الملوثة
إلى تدهور جودة الهواء والمياه، مما يؤثر سلباً على المناخ والبيئة بالتالي،تشجع
البيئة النظيفة على إتخاذ إجراءات لتقليل هذا التلوث، مما يساهم في الحفاظ على صحة
البيئة وتوازنها البيئي.
ويعزز الاستثمار في البحث والتطوير لتطوير التكنولوجيا النظيفة
والابتكارات البيئية، والتي تسهم في تحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليل
الانبعاثات الضارة.
 على الرغم من أهمية الجهود
المبذولة لتحقيق بيئة نظيفة، إلا أن هناك تحديات تواجه هذه العملية، منها:
 تحديات التمويل والتكلفة إذ
تتطلب تطبيق التقنيات البيئية النظيفة وتحسين البنية التحتية البيئية استثمارات
كبيرة، مما قد يكون محدوداً في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
ويعتبر التحدي البيئي قضية عابرة للحدود، مما يستدعي التعاون
والتنسيق الدولي لمواجهة تحديات البيئة وتغير المناخ.
 ويجب تغيير النمط الاستهلاكي
والإنتاجي نحو المزيد من الاستدامة، مما يتطلب تغييرات في العادات والثقافة
الاستهلاكية.