تُعد الثقافة ركيزة أساسية في بناء المجتمعات، فهي الهوية التي تعكس تاريخ الشعوب وقيمها، والوسيلة التي تربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
ولا تقتصر الثقافة على الفنون والآداب فقط، بل تشمل منظومة متكاملة من العادات والتقاليد واللغة والإبداع الفكري والفني.
في الأردن، يحظى الجانب الثقافي باهتمام متزايد من المؤسسات الرسمية والمجتمعية، حيث تُنظم المهرجانات والمعارض والندوات التي تُعنى بالأدب والشعر والمسرح والسينما والفنون التشكيلية، ومن أبرز هذه الفعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون، الذي يستقطب آلاف الزوار سنويًا، ويستضيف فنانين ومبدعين من مختلف الدول، ليكون مساحة للتبادل الثقافي العربي والدولي.
كما تلعب دور النشر والمكتبات دورًا مهمًا في نشر الوعي الثقافي، من خلال إصدار الكتب والمجلات التي تُسهم في رفع مستوى القراءة والتفكير النقدي لدى الشباب.
و شهدت السنوات الأخيرة مبادرات أهلية عديدة لتشجيع القراءة، مثل "مكتبة لكل بيت" و"يوم للقراءة في الأماكن العامة".
إلى جانب ذلك، تُعتبر الثقافة الشعبية عنصرًا مهمًا من عناصر الهوية الوطنية، إذ تحافظ على التراث الغنائي والرقصات الشعبية والمأكولات التقليدية التي تُشكل جزءًا من ذاكرة المجتمع الأردني.
ويؤكد مثقفون أن الاستثمار في الثقافة هو استثمار في الإنسان، لأنها تُعزز الانتماء الوطني، وتفتح آفاق الإبداع، وتبني جسورًا من الحوار والتسامح بين مختلف مكونات المجتمع.
إن الثقافة ليست ترفًا، بل ضرورة حضارية تُسهم في تشكيل وعي الأجيال، وتمنح الشعوب القدرة على مواجهة التحديات بروح منفتحة وإبداع متجدد.