في جميع محافظات الأردن لم يعد وجود الكلاب الضالة مقتصرًا على المناطق النائية أو الأطراف بل أصبح مشهدًا شائعًا في الشوارع الرئيسية والطرق الجانبية وأيضًا قرب المدارس والمنازل ومع تزايد أعدادها بشكل ظاهر زادت شكاوى المواطنين الذين يُعبّرون عن مخاوفهم من حوادث العض ويتساءلون عن غياب الحلول الجذرية لهذه المشكلة.
تعود هذه الظاهرة إلى مجموعة من الأسباب أهمها عدم وجود برامج وطنية فعّالة للتعقيم والرعاية بالإضافة إلى ترك الكلاب تتكاثر في بيئات غير مسيطر عليها، في بعض الحالات تُترك هذه الكلاب في الشوارع بعد تخلّي أصحابها عنها أو تُفلت من مزارع ومناطق مفتوحة مما يؤدي مع مرور الوقت إلى تكوين مجموعات برية تُشكّل تهديدًا للإنسان والبيئة.
على الرغم من أن الكلاب تُعتبر عادةً مخلوقات وفية وسليمة إلا أن الظروف القاسية مثل الجوع والعطش والتهديد المستمر قد تدفع بعضها إلى التصرف بشكل عدواني خصوصًا عندما تشعر بالخطر أو تسعى لحماية صغارها وقد سُجّلت العديد من حالات الاعتداء على الأطفال والمارة مما زاد قلق المجتمع.
تظهر دعوات تطالب بمعاملة الحيوانات بطريقة إنسانية بعيدًا عن استخدام القتل أو التسميم وهما أسلوبان غير مقبولين من الناحية الأخلاقية والبيئية وتُشدّد هذه الدعوات على أهمية إيجاد حلول مستدامة مثل تنفيذ برامج التعقيم وإنشاء ملاجئ رسمية بالتعاون مع الجمعيات البيطرية بالإضافة إلى تشجيع التبني وتثقيف المجتمع حول أساليب الوقاية والتعامل الصحيح مع الكلاب الضالة.
المشكلة ليست في الكلاب بل تعكس فشلًا في إدارة قضية مهمة تتعلّق بالتوازن بين البيئة وحقوق الحيوان وسلامة الإنسان إن إغفال هذه الأزمة قد يؤدي إلى تفاقم آثارها في المستقبل سواء من الناحية الصحية أو الاجتماعية.
إن البحث عن حلول متوازنة وعادلة وإنسانية هو واجب مشترك يتطلّب تعاون الجهات الرسمية مع المجتمع المدني لضمان أمن الشوارع وخلق بيئة تحترم جميع أشكال الحياة.