مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يندفع الكثيرون إلى شرب الماء البارد كوسيلة سريعة ومنعشة لمقاومة الحر والعطش، ورغم أن هذا السلوك يبدو طبيعيًا وضروريًا أحيانًا، إلا أن الآراء الطبية والعلمية حول شرب الماء البارد لا تزال متباينة، وتتراوح بين التأكيد على فوائده والتحذير من بعض آثاره الجانبية.
وفي هذا المجال يؤكد خبراء التغذية أن شرب الماء البارد يمكن أن يكون مفيدًا للجسم في حالات معينة خصوصًا بعد التمارين الرياضية، حيث يساعد على خفض درجة حرارة الجسم الداخلية وتعويض السوائل المفقودة، كما يعزز من الإحساس بالانتعاش ويساهم في تنشيط الدورة الدموية.
ويشير بعض الباحثين إلى أن الماء البارد قد يساهم أيضًا في تخفيف التوتر المؤقت والشعور باليقظة حيث يعمل كمنبه للجهاز العصبي، ويمنح الجسم دفعة من النشاط لا سيما في الأجواء الحارة أو عند الاستيقاظ من النوم.
على الجانب الآخر يحذر أطباء الجهاز الهضمي من الإفراط في شرب الماء البارد خاصة أثناء تناول الطعام أو بعده مباشرة، إذ يمكن أن يسبب تقلصات في المعدة أو يبطئ من عملية الهضم، كما أن بعض الدراسات تشير إلى أن شرب الماء شديد البرودة قد يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية ما يؤثر على امتصاص العناصر الغذائية بشكل سليم.
وفي ظل هذا الجدل ينصح الخبراء باتباع التوازن، حيث يُفضل شرب الماء بدرجة حرارة معتدلة أو قريبة من حرارة الغرفة، خاصة في الأوقات التي لا يكون فيها الجسم في حالة نشاط بدني أو تعرّق مفرط، كما يشددون على أهمية شرب كميات كافية من الماء يوميًا للحفاظ على ترطيب الجسم بصرف النظر عن درجة حرارة الماء.
وتبقى العادة الصحية الأفضل هي الإصغاء إلى احتياجات الجسم والإعتدال في كل شيء، حتى في شرب الماء.