خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، سلّط فيه الضوء مجددًا على القضية الفلسطينية بوصفها القضية المركزية في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أن السلام والاستقرار لن يتحققا دون حل عادل و شامل لها.
وتناول جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الاضطرابات العالمية والأزمات الإنسانية التي تعصف بالمجتمع الدولي وتختبره، ووضح جلالته أن هذه المرحلة من أخطر وأصعب المراحل التي تمر بها الدول، حيث تواجه الأمم أزمة تضرب في صميم شرعيتها، وتهدد بانهيار الثقة العالمية والسلطة الأخلاقية.
تطرق جلالته للأزمة الإنسانية في غزة من حيث عدم إمكانية الأمم المتحدة حماية المدنيين في المدارس والملاجئ ووقوف شاحنات الإغاثة المحملة بالمساعدات الإنسانية للمصابين والجرحى والأسر المنكوبة في مدينة غزة وتوصيل المساعدات لهم بالرغم من رفع العلم الخاص بالأمم المتحدة، إلا أن القصف الإسرائيلي مستمر دون مبالاة أو احترام للقوانين الدولية.
وضح جلالته الواقع الأليم الذي يعانيه ويعيشه أبناء الشعب الفلسطيني، وأهل غزة كما أشار جلالته أنه في ظل غياب المسائلة الدولية تصبح هذه الفظائع أمرًا معتادًا وهذا يهدد مستقبل المنطقة، وذكر جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين رفض الأردن للوطن البديل وعدم تقبل التهجير القسري للفلسطينيين والذي يعد جريمة حرب.
أشار جلالته أنه يتعين على قادة إسرائيل وشعبها اتخاذ القرار، إما أن يعيشوا وفقًا للقيم الديمقراطية والعدالة والمساواة للجميع أو أن يخاطروا بالتعرض للمزيد من العزلة والرفض والحل الوحيد هو السلام العادل الذي يرتكز على القانون الدولي والعدالة المتساوية والاعتراف المتبادل، وأنهى جلالته كلمته بأن على الشعوب جميعًا في كل مكان أن تتوحد من أجل العمل على تحقيق العدالة والمساواة.
و ذكر جلالته في خطابه أن العنف والمجازر الإسرائيلية لم تقتصر على غزة، بل امتدت إلى الضفة الغربية مع ذكره لبعض الاحصائيات قائلًا: وعلينا ألا ننسى الهجمات على الضفة الغربية، فمنذ 7 تشرين الأول من العام الماضي، قتلت الحكومة الإسرائيلية أكثر من 700 فلسطيني، منهم 160 طفلا، وتجاوز عدد الفلسطينيين المحتجزين في مراكز الاعتقال الإسرائيلية 10 آلاف و 700 معتقل منهم 400 امرأة و 730 طفلًا ... 730 طفلًا، وتم تهجير أكثر من 4 آلاف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم، كما تصاعد العنف المسلح الذي يمارسه المستوطنون بشكل كبير، وتم تهجير قرى بأكملها.
وبيّن جلالته أن حماية حقوق الفلسطينيين واجب على المجتمع الدولي وأنه يجب أن يتبنى آلية لحمايتهم في جميع الأراضي المحتلة وأضاف جلالته: "ومن شأن ذلك توفير الحماية للفلسطينيين والإسرائيليين من المتطرفين الذين يدفعون بمنطقتنا إلى حافة حرب شاملة".
و بناءً على ذلك وضح جلالته أن التصعيد ليس من مصلحة أي دولة في المنطقة، ويتجلى ذلك بوضوح في التطورات الخطيرة في لبنان في الأيام القليلة الماضية يجب أن يتوقف هذا التصعيد.
وأكد جلالته أن الأردن، بقيادة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، سيستمر في الدفاع عن هذه الأماكن، مشيرًا إلى أن الاستقرار في المنطقة مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بتحقيق العدالة للفلسطينيين.