مع بداية شهر تموز من كل عام تعود الحياة لتنبض من جديد في قلب العاصمة الأردنية عمّان، مع انطلاق فعاليات مهرجان صيف عمّان، الذي أصبح محطة ثقافية وسياحية وترفيهية ينتظرها المواطنون والمقيمون والسياح بشغف تحت سماء مفتوحة وروح صيفية مليئة بالفرح، حيث تتحول حدائق الحسين إلى مسرحٍ كبير يحتضن عروضًا فنية وموسيقية وتراثية، تجسد تنوّع الأردن وجمال ثقافته.

مهرجان صيف عمّان ليس مجرد فعالية موسمية، بل هو مساحة للقاء بين الأجيال، وفرصة للتنفس الجماعي في ظل أجواء اقتصادية ومعيشية صعبة تقصده العائلات من مختلف المحافظات ويجد فيه الأطفال ملاذًا للمرح، والشباب ساحة للتعبير، والكبار لحظات حنين ومشاركة.

ينظَّم المهرجان من أمانة عمّان الكبرى، ويُعد من أهم الفعاليات الصيفية المجانية التي تستقطب آلاف الزوار يوميًا، حيث يتضمن عروضًا فنية على المسرح الرئيسي يشارك فيها فنانون أردنيون وعرب، إلى جانب فرق شعبية تقدم رقصات فلكلورية من التراث الأردني الأصيل، مثل رقصة السامر والدبكة، وألوانًا موسيقية متنوعة تلامس كل الأذواق.

كما يشتمل المهرجان على زوايا خاصة بالأطفال، تضم ألعابًا هوائية وورشات فنية ومسابقات ترفيهية، فضلًا عن معرض الحرف اليدوية الذي يعرض منتجات من صنع سيدات أردنيات وحرفيين محليين، ليجمع بذلك بين الترفيه و الدعم الاقتصادي للأسر المنتجة.

وفي تصريح خاص لأحد منظّمي المهرجان، قال "نحن لا نقدّم فقط عروضًا فنية، بل نُقيم جسورًا بين الناس من خلال الفرح هدفنا أن يشعر المواطن بأن له متنفسًا ثقافيًا واجتماعيًا يليق به، مشيرًا إلى أن الفعالية تنمّي أيضًا السياحة الداخلية و تنعش الحركة الاقتصادية في العاصمة".

وفي كل مساء ومع غروب الشمس تبدأ الحدائق بالازدحام تدريجيًا، وتعلو ضحكات الأطفال، وتمتلئ المقاعد بالجماهير التي جاءت لتستمتع بما يُعرض على خشبة المسرح، أو لتتجول بين الأجنحة والمأكولات الشعبية، أو تلتقط الصور بين الزينة والأضواء التي تزيّن المكان بألوان الفرح.

مهرجان صيف عمّان يحمل رسالة واضحة أن الفرح حق للجميع، وأن الأردن بلد يحتضن الفن والثقافة، ويستثمر في الإنسان، ويزرع الأمل وسط كل التحديات.