يعد من أبرز المشاكل التي تواجه العديد من الأسر في العصر الحالي، وينتج عن عدة عوامل وأسباب، ضعف الحوار الأسري ظاهرة سلبية ذات تأثيرات سلبية على العلاقات بين أفراد الأسرة وبالتالي ضعف الأسرة الذي هي أساس ونواة المجتمع.
ينشأ ضعف الحِوار بين الآباء والأبناء نتيجة عدة عوامل، لعل من أبرزها قضاء الآباء والأمهات ساعات طويلة في العمل، ممّا يقلل الوقت المتاح للتفاعل الإيجابي داخل الأسرة، وبالتالي ترك فجوة من التواصل بين أفرادها، ونقص الدعم العاطفي والاهتمام بتفاصيل الأبناء الذي تشكل محور أساسي في تكوين شخصية الطفل.
ومن أسباب ضعف الحوار الأسري هو انشغال أفراد الأسرة، فغالبًا ما يشغل العمل أو الدراسة أو وسائل التواصل الاجتماعي أفراد الأسرة عن التواصل الفعلي مع بعضهم البعض، مما يؤدي إلى تراجع الحوار وتراكم المشاعر السلبية.
كما أن التأثيرات التكنولوجية من خلال استخدام الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة خلال اليوم ادى إلى حدوث فجوة بين أفراد الأسرة، إذ يميل أفراد الأسرة إلى قضاء وقت أطول على الإنترنت بدلًا من التفاعل وجهًا لوجه، أيضًا من أسباب ضعف الحوار الأسري اختلاف أولويات الأفراد حيث تتباين اهتمامات أفراد الأسرة في العصر الحديث، فتجد أن لكل فرد في الأسرة أولويات مختلفة، مما يعيق التواصل الفعّال بينهم.
كما أن غياب الاستماع الجيد دور في ضعف الحوار ففي كثير من الأحيان، يكون أفراد الأسرة مشغولين في التعبير عن آرائهم دون الاستماع الجيد للآخرين، هذا يؤدي إلى تراجع الحوار وفقدان الفهم المتبادل.
أيضًا الخلافات المستمرة بين أفراد الأسرة قد تؤدي إلى تجنب الحوار بشكل كامل أو جعله سطحيًا، فإن الصراعات غير المحلولة تزيد من التباعد بين الأفراد، إضافة إلى نقص مهارات التواصل فقد يفتقر بعض أفراد الأسرة إلى المهارات اللازمة للتواصل الفعّال، مثل التعبير عن الأفكار والمشاعر بطريقة واضحة.
وعليه فمن الضروري السعي لحل مشكلة ضعف الحوار الأسري، فلابد من تعزيز ثقافة الحوار داخل الأسرة، وتشجيع الاستماع الجيد والاحترام المتبادل، فضلًا عن تخصيص وقت مخصص للتواصل الشخصي بين أفراد الأسرة، والابتعاد عن شاشات التواصل والإنترنت قليلًا، والجلوس مع العائلة لتقوية العلاقة الأسرية، كل فرد جزء مهم في التغيير وغرس السعادة وتوطيد العلاقات بين أفراد العائلة.