تُعدّ الجلسات العائلية من أهم الروابط التي تُقوّي أواصر المحبة بين أفراد الأسرة فهي فرصة للتواصل المباشر وتبادل الأحاديث والضحكات بعيدًا عن مشاغل الحياة وضغوطها، عندما يجتمع أفراد العائلة في مكان واحد ويتبادلون أطراف الحديث دون وجود الهواتف المحمولة يشعر الجميع بقيمة الوقت المشترك وبالاهتمام المتبادل، غياب الهواتف في هذه الجلسات يمنح كل فرد إحساسًا بأن من حوله يُصغي إليه بتركيز مما يعزّز الثقة ويقوّي الروابط العاطفية.
إن الاستغناء عن الموبايل أثناء الجلسات يفتح المجال للحديث عن المواضيع العائلية واستعادة الذكريات الجميلة ومشاركة الخطط والأحلام المستقبلية، كما أنه يتيح للأبناء فرصة التعلّم من خبرات الكبار ويمنح الآباء والأمهات الفرصة لفهم احتياجات أبنائهم والتقرّب منهم في هذه اللحظات تتحوّل الجلسة إلى مساحة دافئة مليئة بالمودّة والتعاون.
تؤكد الدراسات الحديثة أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية خلال الجلسات العائلية يقلّل من التفاعل الحقيقي بين الأفراد ويؤثر سلبًا على الروابط الاجتماعية، بينما الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية ولو لفترة قصيرة يساعد على تحسين الصحة النفسية ويمنح العقول فرصة للراحة، كما أن هذه الجلسات يمكن أن تتضمّن أنشطة ترفيهية مثل: لعب الألعاب التقليدية أو إعداد الطعام معًا أو حتى مشاهدة فيلم جماعي وكل ذلك يعزّز الشعور بالانتماء.
الجلسات العائلية الخالية من الهواتف المحمولة ليست مجرد وقتٍ للجلوس معًا بل هي استثمار حقيقي في بناء أسرة قوية ومتماسكة؛ فهي تعلّمنا قيمة الإصغاء وفنّ الحوار وأهمية قضاء وقت ممتع مع من نحب.
إن ترك الهاتف جانبًا لبضع ساعات قد يبدو أمرًا بسيطًا لكنه قادر على إحداث فرق كبير في حياتنا الأسرية ويُعيدنا إلى جوّ الألفة الحقيقية حيث يلتقي أفراد الأسرة على المحبة والتواصل الصادق بعيدًا عن ضجيج
التكنولوجيا، إنها لحظات قصيرة في وقتها لكنها كبيرة في أثرها تزرع الودّ في القلوب وتترك ذكريات لا تُنسى لتُذكّرنا دائمًا أن أجمل ما في الحياة هو أن نكون مع من نحب بصدق وحضور كامل.