لم تعد السياحة اليوم تقتصر على الفنادق الفاخرة والوجهات المعروفة بل تحوّلت إلى أسلوب حياة يبحث فيه المسافر عن تجربة حقيقية تُشبهه، وتمنحه شعورًا بالمغامرة والانغماس في تفاصيل المكان.
بدأ هذا المفهوم يتجلى بوضوح من خلال سياحة التجربة في الأردن، التي باتت تستقطب فئة جديدة من الشباب والمغامرين، ففي قرى مهجورة في محافظة الكرك أو بين جبال الطفيلة وبادية معان تجد مغامرين أردنيين يستكشفون الطبيعة، ينامون في بيوت طينية قديمة يتذوقون خبز الطابون، ويستمعون لحكايات الجدّات هي ليست رحلة استجمام بل بحث عن الجذور والأصالة وعن نبض الحياة الحقيقي.
وتعد تجربة المشي الطويل مثلاً في -درب الأردن- الذي يمتد مساره من أم قيس شمالًا إلى العقبة جنوبًا حلمًا للكثيرين، حيث يقطع المتنزهون مئات الكيلومترات عبر قرى صغيرة، يلتقون بالناس ينامون في الخيام ويعيشون حياة بسيطة مليئة بالاكتشاف.
وفي وادي رم، لا يختار الجميع الفنادق أو المخيمات السياحية المعروفة، بل يفضل البعض الإنضمام إلى رحلات مع البدو يركبون الجِمال، ويتعلمون إشعال النار بالصوّانة ويستيقظون على شروق شمس الصحراء.
هذه السياحة لا تهدف فقط إلى الترفيه، بل تصنع رابطًا بين الإنسان والمكان، وتدعم المجتمعات المحلية اقتصاديًا، وتفتح أعين الشباب على قيمة بلادهم وجمالها المخفي عن الخرائط السياحية التقليدية.
إنها مغامرات أردنية بروح جديدة ليرى العالم إن السفر ليس فقط صورًا على إنستغرام، بل حكاية تُعاش بكل الحواس وسياحة التجربة في الأردن ليست خيارًا بديلاً، بل مستقبلًا واعدًا لصناعة سياحية أصيلة ومستدامة، تليق بروح هذا البلد الغني بتفاصيله.