الأسرة هي الخلية الأساسية في بناء المجتمع، وتلعب دورًا حاسمًا في تحقيق تماسكه واستقراره، تتألف الأسرة من الأب والأم والأبناء، وتشكل النواة التي ينبثق منها كل فرد صالح يساهم في رقي المجتمع وتقدمه.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من والٍ" (الرعد: 11)، هذه الآية تؤكد أهمية الإصلاح الداخلي، الذي يبدأ من الفرد وينتقل إلى الأسرة ومن ثم إلى المجتمع بأكمله.
صلاح الأسرة هو المفتاح الأساسي لصلاح المجتمع، فعندما تسود في الأسرة علاقة زوجية صحية وتربية سليمة للأبناء، ينشأ هؤلاء الأبناء على مبادئ الدين والأخلاق، مما ينعكس إيجابًا على سلوكهم في المجتمع، إن غرس قيم حسن المعاملة، والمحبة، والطمأنينة في نفوس الأبناء، يسهم في تكوين أفراد متوازنين نفسياً وقادرين على التعامل بإيجابية مع الآخرين.
ولا يقتصر دور الأسرة على التربية فقط، بل يمتد إلى تعليم الأبناء وتثقيفهم ليصبحوا أفراداً فاعلين يستفيد منهم المجتمع، التربية على الرضا والقناعة، مع التركيز على أن الغنى الحقيقي هو غنى النفس، تزرع في نفوس الأبناء قيمة الرضا بما يملكون وتبعدهم عن الطمع والأنانية.
وتلعب العلاقة السليمة بين الأم والأب دورًا كبيرًا في نجاح الأسرة، فالأسرة المتماسكة التي تخلو من المشاكل والاضطرابات النفسية، تسهم في بناء مجتمع صحي ومستقر.
إن فساد الأسرة يؤدي إلى فساد المجتمع، والعكس صحيح من هنا، ينبغي بناء أسرة متماسكة تقوم على الحب والمودة، وتكون قدوة حسنة للأبناء وللمجتمع بأسره.