غالبًا ما تُتَّهم الألعاب الإلكترونية بأنها سبب في الانعزال ضعف التركيز والسلوك العدواني خصوصًا بين المراهقين لكن بعيدًا عن هذه الصورة النمطية بدأت الأبحاث النفسية الحديثة تكشف عن الوجه الآخر للألعاب الإلكترونية وجه يحمل فرصًا علاجية حقيقية خاصة في مجال الصحة النفسية ومواجهة اضطرابات مثل القلق والاكتئاب.
تشير دراسات حديثة إلى أن بعض الألعاب الإلكترونية خصوصًا تلك المصممة لأغراض علاجية أو تعليمية تُسهم في تحسين المزاج وتنشيط الدماغ فالإنجازات الصغيرة داخل اللعبة مثل الفوز في مرحلة أو حل لغز تحفّز إفراز “الدوبامين” وهو هرمون مرتبط بالشعور بالسعادة والرضا وهذا قد يكون مفيدًا بشكل خاص لمن يعانون من الاكتئاب حيث يشعرون غالبًا بفقدان الحافز والاهتمام.
من جهة أخرى، توفّر بعض الألعاب بيئة آمنة للهروب المؤقت من الواقع المؤلم أو المقلق وتمنح اللاعبين إحساسًا بالسيطرة على الأمور وهو عنصر مهم في علاج اضطرابات القلق كما أن الألعاب التعاونية أو الجماعية تشجع على التفاعل الاجتماعي وتكوين صداقات حتى وإن كانت افتراضية مما يقلل من الشعور بالوحدة.
اللافت أن بعض الأطباء النفسيين بدأوا باستخدام ألعاب مصممة خصيصًا للعلاج مثل لعبة “SPARX” النيوزيلندية التي طُوّرت لمساعدة المراهقين على التعامل مع الاكتئاب باستخدام تقنيات من العلاج السلوكي المعرفي في شكل لعبة مغامرات تفاعلية.
لا يُمكن اعتبار الألعاب الإلكترونية بديلاً عن العلاج النفسي أو الدوائي لكنها قد تكون أداة مساندة فعّالة إذا ما تم اختيارها ومراقبتها بشكل صحيح السر يكمن في الاعتدال والوعي وفي توجيه الاستخدام نحو ألعاب هادفة لا تروّج للعنف أو العزلة.
الألعاب الإلكترونية مثل أي أداة: يمكن أن تضر أو تنفع ومع تزايد الوعي قد تتحول من مجرد وسيلة ترفيه إلى مساحة علاجية تدعم النفس وتخفف الألم.