لغتي محفوظة في الصدور ومكتوبة في السطور، لغتي العربية تشبه الفضاء كثيراً بعظمتها واتساعها المستمر؛ فهي لا تتوقف عند حد أو زمان بل هي قابلة للتطور والتكيف مع أي زمان.
لغتي هي فضاء فيه الكثير من المجرات، فيه مجرة الشعر، لتجد فيه الكثير من الكواكب مثل المدح والرثاء والهجاء وتجد كوكب الغزل والجمال، ومن أبرز النجوم في هذه المجرة، المتنبي وامرؤ القيس و زهير بن سلمي والخنساء، أما لو انتقلنا إلى مجرة الخط والكتابة، لوجدنا في مدارات هذه المجرة الرائعة الكثير والكثير من الكواكب مثل الكوفي والرقعة والفارسي، الديواني والنسخ والثلث والجليل والإجازة والسنبلي.
أما لو سافرنا إلى مجرة البلاغة وعلم البديع، فهي مجرة إسمها يعبر عنها وعما سنجد فيها من الكواكب ما يُذهل العقول و يهذب النفوس، هنا تجد شمس البلاغة و التي تدور حولها كواكب الجناس والسجع والتصحيف والموازنة والترصيع والتشريع ولزوم ما لا يلزم.
وللأسف عند تصادم مجرات لغتي مع المجرات الأخرى يتكون السديم والغبار الكوني، فهو له جماله الخاص، و لكنه من جهة أخرى يغطي رونق الشموس الساطعة في لغتي فيخفض المرفوع، ويرفع الموضوع، وينصب المجرور ويضم المكسور، ولكننا في النهاية وبوجود العديد من المبادرات التي تسعى إلى إنقاذ لغتنا العريقة تستطيع حمايتها من أي تلوث، فنحن نسعى إلى الإندماج واختلاط الحضارات نعم ؛ ولكن بما ينفع مصالحنا و لا يؤثر على عاداتنا وتقاليدينا وتراثنا الذي تعتبر لغتنا جزءاً كبيراً منه. 
فهي لغة تكونت منذ الإنفجار العظيم، وبها اُنزل القرآن الكريم، وكانت لغة أجدادنا وستبقى موجودة في الصميم، إلى أن تقوم الساعة ويأتي الخبر اليقين.