تخيل أنك لا تسطيع أن تتحكم بإحدى يديك، فماذا يمكن أن يحدث؟ وما هي
ردة فعلك تجاه الأمر؟ بعض الناس لا يستطيعون التحكم بإحدى أيديهم، وهذا بسبب متلازمة اليد الغريبة وتسمى أيضًا باليد الفوضوية، وهي من الأمراض التي يعاني منها الإنسان من عدم القدرة على التحكم بحركات يده ولا يشعر الفرد أنها جزء من الجسم.
ويعتبر مختصون أن هذه المتلازمة ناجمة عن إصابة بالمخ، وقد يكون المريض يعتمد في هذا الوضع على نصف واحد من المخ، ويكون المريض في بعض الأحيان قد تعرض للأصابة بجلطة دماغية، مما يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة، أو بعد القيام بإجراء عملية جراحية في الدماغ.
وتم اكتشاف هذا المرض لأول مرة عام 1909 على يد طبيب الأعصاب الألماني ورت غولدشتاين، إذ شخص غولدشتاين هذه الحالة على أنها جنون في عظمة اليد لمريضة قد أصيبت بجلطة دماغية في جانبها الأيسر؛ لكنه لاحظ أن الإحساس الجسدي على جانبها الأيسر كان ضعيفًا جدًا.
ويمكن تشخيص هذه المتلازمة عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي أو بالتصوير المقطعي.
وتعتبر الحركات الناجمة عن هذه المتلازمة طبيعية، كخلع الملابس، أو إغلاق الباب...، لكنها خارجة عن إرادة المريض وغير متوقعة، وقد تؤدي في الغالب الى حدوث حالات من الاكتئاب أو القلق الاجتماعي، وقد تحدث نوبات اليد الغريبة أثناء النوم.
ويمكن أن تستمر متلازمة اليد الغريبة إلى ساعات أو أيام أو حتى سنوات فلا وجود لجدول زمني محدد للتخلص منها، حتى أنه لايوجد طريقة للعلاج منها بشكل نهائي، إلا أن بعض العلاجات تسهم في التخفيف من الأعراض الناجمة عنها، مثل حقن البوتوكس التي تساعد على التحكم بالعضلات.
ولا زال الباحثون يواصلون دراسة متلازمة اليد الغريبة لتحديد الفيزيولجيا الكامنة والروابط المعنية التي تؤدي إلى هذه الحالة الغريبة، بالإضافة إلى البحث عن طرق لعلاجها، خاصة بعد تطور تكنولوجيا تصوير الدماغ.
وهنا تكمن صعوبة الدراسة بسبب قلة عدد الحالات المصابة بهذه المتلازمة، فعددهم لا يتجاوز 14 حالة فقط معلن عنها بالعالم.
وهذا ما قد يطرح التساؤل حول إمكانية إيجاد الباحثين لعلاج نهائي لهذه المتلازمة النادرة، في ظل التطور المتسارع في التكنولوجيا؟