في أحد أيام فصل الربيع الجميلة قررت وأهلي زيارة محافظة الكرك، وهي إحدى المدن الواقعة في جنوب الأردن وكنت قد سمعت الكثير عن تاريخها العريق وجمال طبيعتها الآخاذ وكرم أهلها الطيبين لذا شعرت بسعادة غامرة لتمضية يوم مميز.
وفي صباح يوم مشمس ولطيف انطلقنا.. وعند اقتراب وصولنا بدأت ملامح الطبيعة تطل علينا بمناظرها الرائعة وبدأت الجبال تتدرج بألوانها الخضراء والبنية والأجواء أصبحت أكثر لطفاً ونقاءً وبعد انقضاء قرابة الساعتين وصلنا أخيرًا وكان أول ما لفت انتباهي هو الجو المنعش والهواء العليل وعبارة ابتسم فأنت في الكرك.
ترجلنا من السيارة وبدأنا السير نحو قلعة مهيبة تعتبر أهم وأكبر قلاع الأردن، حيث تبلغ مساحتها 25,300 متر مربع وترتفع عن سطح البحر قرابة 1000 متر ويعود تاريخ انشائها إلى عصر المؤابيين وكانت جدرانها العتيقة تحمل الكثير من الخبايا ، وكأنها تحكي لنا قصصًا عن الحروب والثقافات المختلفة التي مرت بها.
ومن أعلى القلعة تمتد مناظر خلابة للمدينة والجبال المحيطة بها، حيث توجهنا بعدها إلى السوق التقليدي في وسط المدينة القديمة حيث النشاط والحيوية وشاهدنا مجموعة متنوعة من المحلات التي تبيع الحرف اليدوية والمنتجات المحلية كالجميد الكركي والسمن البلدي وغيرها.
وبعد ذلك قررنا التوجه إلى منطقة المزار الجنوبي لزيارة أضرحة الصحابة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة "رضوان الله عليهم جميعاً " وفي الطريق مررنا بمنطقة مؤتة وشاهدت أرض المعركة التي ارتوت بدماء شهداء المسلمين الأبرار، وتابعنا ميرنا مستكشفين الطبيعة المحيطة بالكرك واتجهنا إلى متنزه عين سارة وهي عين ماء تقع في أسفل الجبل الذي بنيت عليه مدينة الكرك وتعتبر من عيون الماء الغزيرة التي تغذي بساتين ومزارع أهالي المنطقة وكانت المزود الوحيد لهم بالماء قبل تطوير شبكة المياه.
وبعد يوم مشوق ودعنا كرك التاريخ والمجد و غادرناها محملين بذكريات جميلة وصور تروي قصة تلك الرحلة المميزة بكل تفاصيلها.