لعل العصر الرقمي المدعم بالذكاء المعلوماتي سيكون في الأعوام المقبلة محط التركيز العالي من قبل الباحثين والدارسين، فبالرغم من التقدم الكبير الملحوظ في المجال الرقمي الذي دخل في أغلب الأنشطة اليومية للبشر، وفي تطوير مستقبل الصناعات بمختلف أنواعها وحتى في الفنون ومجالاتها وأمور عديدة، إلا أنه لا يزال يعتمد على الانسان في تغذيته بالمعلومات والمهام.
هذه التكنولوجيا أثرت في وقت مضى وستؤثر لاحقا في العديد من الوظائف التي قللت من استخدام الأيدي العاملة فيها وربما في بعضها الاستغناء التام عن معظم الأيدي العاملة.
أي أن هذه التكنولوجيا ستساهم بشكل أو بآخر في زيادة رقعة البطالة في عدد من الحرف والمهن، مع أنها في جانب آخر قد تفتح مجالات عمل جديدة مستحدثة لمن يحسن استخدامها والاستفادة منها.
وفي اتجاه آخر يرى البعض أن الراحة والسرعة التي وفرتها التكنولوجيا اليوم، قد تسببت بالإعتمادية الشديدة التكنولوجيا والبرمجيات الحاسوبية، وهذا يشكل سلبية كبيرة مع مرور الوقت في الذهن البشري وعلى صعيد سبل المعرفة التقليدية، وجودتها ونضجها في ظل تراكم المعلومات غير الموثوقة دائما في الفضاء الفسيح للتكنولوجيا.
وحسب إحصائيات تمت دراستها من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي، هنالك ما يزيد عن الثمانين ألف شخص قد فقدوا وظائفهم حتى الآن بسبب الذكاء الإصطناعي، ويرجح المنتدى في تقريره احتمالية أن يأخذ الذكاء الإصطناعي ما يقرب الثمانين مليون وظيفة بحلول عام.
رغم الكثير من العيوب والسلبيات، إلا أن هذا الذكاء المعلوماتي قد فتح أمامنا الأفق الفسيح، فهنالك ما يزيد عن الثلاث ملايين وظيفة معلوماتية شاغرة حول العالم داخل نطاق الصناعة المعلوماتية والتقنية، من الذكاء الإصطناعي وآلات الحاسوب والأمن السحابي، وجميعها ليست إلا قواعد تستند عليها العديد من الوظائف والأفكار الجديدة، بل أن هنالك وظائف متكاملة يعمل بها الإنسان والألة على حد سواء.
واما عن المجتمع الرقمي فسبق وأن تعلمنا كيف أن المعرفة تعتبر قوة عظمى، لكن ما هي القوة الحقيقية التي قد تصل إليها المعلومات في هذا اليوم؟.
وفي عصر تتم به حوسبة نظام المجتمع من أسس إقتصادية وسياسية ومؤسسات حكومية، فالعالم الآن بحاجة ماسة إلى الحفاظ على المعلومات ومراقبة سلامتها..
فالمجتمع الرقمي بمفهومه هو أمر أخاذ حقًا، كيف تتحول دول متأخرة تنمويا، ببعض التقنية (التي تحتاج مبالغ طائلة) لدول متقدمة ومختلفة تماما، مع العديد من التحسينات المؤسسية والبنية التحتية والخدمات الذكية.
وليس غريبا أن ما يسمى بالتحول الرقمي عملية تحتاج مبالغ هائلة، إلاّ أنها أيضًا تحتاج إلى أيدٍ عاملة بغاية الحرفية والمعرفة، ولا يتوقف الأمر هنا حيث أن الأمر قد يكون بغاية الخطورة داخل مجتمعات متفككة، أو مجتمعات سهلة أمام عمليات الإختراق الرقمي الفكري.