شجرة الصّنوبر، هذه الشّجرة البديعةُ والعريقة، من الأشجار دائمة الخضرة ويوجد أكثر من 115 نوعًا لها.
تحب أشجار الصنوبر المناطق ذات التربة الرمليّة جيّدة التصريف، وتتواجد بكثرة في شمال الكرة الأرضية بسبب اعتدال درجات الحرارةِ في تلك المناطق لكنّها تستطيعُ التّكيّف مع الظروف المختلفة، ويعود السبب في ذلك لعدّة خصائص في تكوينها.
تتميز أشجار الصنوبر بأوراقها ذات الشكل الإبريّ التي تمنع تراكم الثلوج عليها وتحمي الوريد المركزي لها، فهو جزءٌ مهمٌّ؛ لأنّه يحتوي على الأنسجة الوعائيّة للورقة، وتغطى الأوراق بطبقةٍ شمعيةٍ ملساء هدفها الحفاظ على خلايا البناء الضوئي الموجودة أسفل الطبقة الوسطيّة للورقة.
يساعدُ شكل الشجرة المخروطي على تكيُّفِها مع البيئات الباردة ووقايتها من الثلوج المتراكمة.
استطاعت أشجار الصنوبر التي تعيش في المناطق شديدة البرودة أن تقوم بخاصيّة التجمد خارج الخلية؛ إذ تُمكِّن هذه الخاصية الأشجار الصنوبرية من حماية نفسها من التجمد عن طريق دفعها لبعض السوائل في الطبقة الخارجية حتى تتجمد و تحافظ على الخلايا الداخلية.
تحتاج الصنوبريات إلى عناصر غذائية أساسية لتنمو بالشكل الصحيح، أهمها: النيتروجين، والفسفور، والبوتاسيوم، إضافةً إلى عناصر أخرى بكمياتٍ أقل، مثل: المغنيسيوم، والكالسيوم، والكبريت، وتحصل الصنوبريات التي تعيش في البرية على هذه العناصر من أوراقها إبرية الشكل وأغصانها التي تتساقط وتتحلل فتختلط مع التربة.
يا لبديع خلق الله ودقة تكوينه وحكمته
فقد وضع أسسًا للحياة وجعل لبعض الكائنات المميزة قدرةً على التكيف والعيش في البيئات المختلفة.