أحدثت دراسة نُشرت في مجلة " نيتشر" في عام 1985، صدمًة عالميًة كبيرة حيث كشفت عن تراجع مفاجئ في كثافة الأوزون بطبقة الستراتوسفير في منطقة القطب الجنوبي، وبعد عدة أبحاث وتحقيقات تبين أن هذا التراجع هو نتيجة لاستخدام الكلور وفلور وكربونات (CFCs) وغيرها من المركبات الكيميائية الضارة.
وعليه أطلق حملة عالمية لمحاربة ثقب الأوزون والتي أدت إلى توقيع اتفاقية مونتريال في عام 1987.
وثقب الأوزون عبارة عن انخفاض في تركيز طبقة الأوزون في الغلاف الجوي العلوي للأرض وتعمل هذه الطبقة على حماية الكوكب من أشعة الشمس الفوق بنفسجية الضارة، والتي تسبب أمراض الجلد وزيادة معدلات السرطان، فضلا عن ذلك يمكن أن يؤدي انخفاضه إلى تغيرات مناخية خطيرة على الأرض.
وتعتبر الجهود الدولية للتصدي لثقب الأوزون نموذجًا للنجاح في التعامل مع مشكلات البيئة العالمية، وبفضل اتفاقية مونتريال تم تقليل استخدام CFCs بشكل كبير وبالتالي تم تحقيق تحسن ملحوظ في حالة طبقة الأوزون، وفي عام 2019 أفادت تقارير من الأمم المتحدة بأن الثقب في طبقة الأوزون تقلص بنسبة 1-3٪ في العقود الأخيرة .
وعلى الرغم من هذا التقدم فإن التحديات لا تزال تواجهنا ولا يزال هناك استمرار في استخدام بعض المواد الكيميائية الضارة في بعض المناطق، وتغيرات المناخ تزيد من التهديدات على طبقة الأوزون، وبالإضافة إلى ذلك هناك حاجة إلى تتبع التغيرات في الأوزون بشكل دقيق وتعزيز التوعية بأهميتها.
ومن المهم أن نتذكر أن حل هذه المشكلة لم يأتِ من العدم بل جاء نتيجة لتعاون دولي كبير وجهود العلماء فيجب علينا الاستفادة من هذا النموذج في مواجهة تحديات البيئة العالمية الأخرى مثل تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.
وعليه لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية كوكب الأرض والحفاظ على طبقة الأوزون لأن تحقيق النجاح في هذا المجال يظهر لنا أنه بالإمكان معالجة التحديات البيئية العالمية إذا تعاونا معًا وعملنا بجد، فدعونا نتكاتف جميعًا لنساهم بحل أكبر مشكلة بيئية من أجل مستقبل أكثر صحة واستدامة لكوكب الأرض.