في أعماق الصدر يعمل القلب بصمت... ينبض يضخ ويواصل الرحلة دون توقف، لكن خلف هذا النبض المستمرهناك شبكة دقيقة وذكية مهمتها الوحيدة أن تبقي القلب نفسه حيًّا وقويًا لا يعرف الكلل.
فتخيل أن القلب بالرغم من أنه المسؤول عن إرسال الدم إلى كل أعضاء الجسم، يحتاج بدوره إلى دم نقي يزوّده بالأكسجين والطاقة لهذا السبب تلتف حوله أوعية دقيقة تُشبه التاج تُعرف بالشبكة التاجية، وظيفتها أن توصل إليه الحياة التي يمنحها للآخرين.
تبدأ هذه الشبكة من الشريان الأكبر في الجسم وتوزّع فروعها لتصل إلى كل جزء من عضلة القلب، ومع كل نبضة يتدفق الدم النقي ويغذّي الخلايا، ثم تعود الفضلات عبر أوردة صغيرة إلى الداخل، لتبدأ الرحلة من جديد دورة مستمرة لا تهدأ حتى ونحن نائمون.
لكن هذه الشبكة رغم دقتها قد تُصاب بالتعب، فتراكم الدهون أو قلة الحركة أو التدخين، قد يؤدي إلى ضيق في مجراها فتُصبح عاجزة عن أداء وظيفتها كما يبنبغي، عندها يشعر الإنسان بألم مفاجئ في صدره، أو ربما يُصاب بما هو أخطر كجلطة تُوقف جزءًا من القلب عن العمل.
الإعتناء بهذه الشبكة ليس أمرًا معقدًا فالمحافظة على نمط حياة جيد يفي بالغرض كالطعام الصحي والرياضة الخفيفة الراحة نفسية مهمة جداً والإبتعاد عن كل ما يؤذي الجسم، فالقلب يستحق أن نحميه... لأنه يمنح الحياة دون أن يطلب شيئًا في المقابل.